وقول الآخر :
وشوهاء تغدو بى إلى صارخ الوغى |
|
بمستلئم مثل الفنيق المدجّل |
حيث جعلوا (بمستلئم) بدلا من (بى) ، ولكن يرد على ذلك بأنه تجريد بيانى ، حيث جرّد من نفسه ذاتا.
وقول الآخر :
بكم قريش كفينا كلّ معضلة |
|
وأمّ نهج الهدى من كان ضلّيلا (١) |
على أنه أبدل قريشا من ضمير المخاطبين ، ويرد على ذلك بأن قريشا مروى بالرفع منادى نوّن للضرورة.
ـ ويجيز النحاة إبدال المظهر من المضمر للمتكلم والمخاطب إذا أفاد إحاطة ، لأنه يكون قد أفاد معنى ، ويجعلون منه قوله تعالى : (تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا) [المائدة : ١١٤] ، حيث (لأولنا وآخرنا) بدل كلّ من كلّ من (لنا) بإعادة العامل (اللام) (٢). وهو يعطى معنى الإحاطة والشمول.
ومن ذلك قول عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب فى يوم بدر :
فما برحت أقدامنا فى مقامنا |
|
ثلاثتنا حتى أزيروا المنائيا (٣) |
__________________
(١) (بكم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بكفى. (قريش) بالجر بدل من ضمير المخاطبين مجرور ، وبالرفع منادى مبنى على الضم ، ونون للضرورة الشعرية. (كفينا) فعل ماض مبنى على السكون ، مبنى للمجهول ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل. (كل) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (معضلة) مضاف إلى كل مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (وأم) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب ، أم : فعل ماض مبنى على الفتح. (نهج) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (الهدى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (من) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، فاعل. (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح ، واسمه ضمير مستتر ، تقديره : هو. (ضليلا) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.
(٢) فى (لأولنا) وجه آخر ، وهو أن تكون شبه الجملة فى محلّ نصب ، صفة لعيد ، أو متعلقة بمحذوف صفة لعيد.
(٣) المنائيا : المنايا.