وأو وأم بشرط عدم إفادة الإضراب ؛ لأن الإضراب تحول عن المعنى الأول الذى يسبق الحرف إلى المعنى الثانى الذى يلى الحرف.
فإذا قلت : أمحمد موجود أم علىّ؟ فإن ذلك يفيد أنك تعلم أن أحد الاثنين موجود ، ولكنك لا تستطيع تعيينه. فكلّ منهما مراد به السؤال ، وصالح للوجود وعدم الوجود ، وهو الحكم المعنوىّ فى الخبر. وكذلك (أو) مشركة ما بعدها لما قبلها فى المعنى الذى تكون له ، إلى جانب الأوجه الإعرابية.
فإذا أفادا إضرابا فإنهما يشركان فى اللفظ فقط دون المعنى ، حيث الإضراب مخالفة معنوية.
والآخر : ما يقتضى إشراك المعطوف للمعطوف عليه فى اللفظ دون المعنى ، وهو ، بل ، ولكن ، ولا ، والبغداديون يلحقون بهذه الأحرف الثلاثة (ليس) ، ولكن الجمهور يؤول ما يشعر بذلك.
ففى قول لبيد :
وإذا أقرضت قرضا فاجزه |
|
إنما يجزى الفتى ليس الجمل (١) |
برفع الجمل ، ولكنه يخرج على تقدير : ليسه الجمل ، أو : ليس الجمل مجزيا ، فيكون الجمل اسم ليس.
__________________
(١) شرح التصريح ٢ ـ ١٣٥.
(إذا) اسم شرط غير جازم مبنى فى محل نصب على الظرفية. (أقرضت) أقرض : فعل شرط ماض ، مبنى على السكون. وتاء المخاطب ضمير مبنى ، فى محل رفع فاعل. (قرضا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (فاجزه) الفاء حرف واقع فى جواب الشرط مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. اجز :فعل أمر مبنى على حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. وضمير الغائبة الهاء مبنى فى محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية جواب شرط إذا لا محل لها من الإعراب. (إنما) إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. ما : حرف كاف لإن مؤكد مبنى لا محل له من الإعراب.
(يجزى الفتى) يجزى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر مبنى للمجهول الفتى : نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (ليس) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى لا محل له من الإعراب. (الجمل) اسم ليس مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وخبر ليس محذوف.