الفعل المضارع (يشتق) معطوف بحرف العطف (الواو) على مضارع جواب الشرط المجزوم (يكثر) ، فكان المعطوف عليه مجزوما ، وحرك بالكسر من أجل الروى.
ب ـ النصب : يجوز أن ينصب المضارع المعطوف على مضارع الجواب المجزوم إذا كان حرف العطف الواو أو الفاء ، وذلك على تقدير (أن) محذوفة ، فتقول : إن تأتنى آتك وأحدّثك ، أو : فأحدّثك ، بنصب (أحدث) على تقدير (أن) بعد الواو والفاء. ويكون المصدر المؤول معطوفا على المصدر المتوهّم من فعل جواب الشرط ، والتقدير : إن تأتنى يكن إتيان وحديث.
ج ـ الرفع : يجوز أن يرفع المضارع المعطوف على مضارع الجواب المجزوم إذا كان حرف العطف الواو أو الفاء أو ثم ، ويكون على القطع من الأول ، وعطف جملة على جملة ، وإنما كان الجزم فى المضارع المعطوف ؛ لأنه جواب الشرط لأداة شرط جازمة.
ويجوز فى المعطوف بالواو أن تكون جملته فى محلّ نصب على الحالية. منه قوله تعالى : (وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) [آل عمران ١١١] ، حيث رفع الفعل المضارع (ينصرون) ، وهو معطوف بـ (ثم) على مضارع جواب الشرط المجزوم (يولوا) ، وذلك على سبيل عطف جملة على جملة.
فى قوله تعالى : (وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) [البقرة : ٢٨٤] ، الفعلان المعطوفان على مضارع جواب الشرط (يغفر ، ويعذب) فيهما ثلاث قراءات (١) :
الأولى : الرفع فى قراءة ابن عامر وعاصم ، وذلك على الاستئناف ، وذلك من قبيل عطف جملة على جملة ، أو بتقدير مبتدإ محذوف ، أى : فهو يغفر.
الثانية : الجزم فى قراءة الباقين من السبعة ، وذلك بالعطف على مضارع جواب الشرط المجزوم.
__________________
(١) ينظر : الدر المصون ١ ـ ٦٩٠.