ليس فى هذا إلا الرفع ، حيث (من) هنا موصولة ، وليست شرطية ؛ لأنه لا يستفهم عن الشرط بـ (هل) ، هذا غير الهمزة ؛ لأنه يجوز أن يستفهم بها عن الشرط ، فتقول : أمن يأتنا نأته؟
ـ أئن تأتنى آتك.
ـ ما أنا ببخيل ، ولكن من يأتينى أعطيه (١).
ترفع بعد (من) ؛ لأنها تكون هنا اسما موصولا ، حيث لا تدخل (لكن) على الشرط.
لكن لو أضمر بينهما وجب الإعمال ، ولو قدر إضمار الشأن ؛ لجاز هذا الإضمار ، وأعملت أداة الشرط.
بين الإعمال والإهمال :
الذى إن تأته يأتك زيد. تعمل حرف الشرط لأنك جعلت التركيب الشرطىّ كلّه وصلا.
الذي إن تأته يأتيك زيد. أنا إن تأتنى آتيك ، جعلت (يأتيك) صلة الذى ، فالتقدير : الذى يأتيك زيد إن تأته ، أو : الذى يأتيك ـ إن تأته ـ زيد ، وتكون جملة جواب الشرط محذوفة دل عليها المذكور.
أما فى المثل الثانى فإنك لم تجعل التركيب الشرطىّ خبرا للمبتدإ (أنا) ، ولكنك جعلت الخبر الجملة الفعلية ذات الفعل المضارع المرفوع (آتيك) ، وتكون أداة الشرط وجملة الشرط اعتراضيتين ، وجملة جواب الشرط محذوفة
دل عليها المذكور ، والتقدير : أنا آتيك إن تأتنى آتك.
النتيجة :
نصدر هذه النتائج بما ذكره ابن مالك فى قوله : «لإن الشرطية صدر الكلام ، فلا يتقدم عليها ما بعدها ، ولا يعمل فيها ما قبلها ، ولا تكون مع الشرط والجزاء
__________________
(١) يرجع إلى : شرح التسهيل ٢ ـ ٩٠.