أما (أمّا) فإنه لا بد من دخولها على جملة ، وكذلك (ما) حيث لا تنفى إلا جملة ، كما أنها تعمل فى الجملة الاسمية.
ثانيا : تعمل أداة الشرط الجازمة إذا كانت الأداة السابقة له مهملة فى أثرها الإعرابىّ ، أو كان التركيب الشرطىّ يمثل ركنا واحدا من ركنى الجملة المتطلبة للأداة العاملة إعرابيا ، ويكون الخبر دائما ، أو كان التركيب الشرطىّ يقوم مقام الاسم ، ولأن الاسم له موقعه الإعرابىّ بالضرورة فإن التركيب الشرطىّ إذا كان له موقعه الإعرابى فإن الأدوات الجازمة تعمل ، ويكون ذلك فى المعانى التى يصح أن يقع لها ، كأن يكون خبرا ، أو حالا ، أو نعتا ، أو مفعولا ، أو مضافا إلى ما لا يفقده صدارته ، أو كان التركيب الشرطىّ مكمّلا لاسم ، كأن يكون صلة ... فإن الأداة الجازمة تعمل. ويكون ذلك فى التراكيب الآتية :
أ ـ إذا كان التركيب الشرطىّ مسبوقا بأداة غير مؤثرة إعرابيا ، ويصحّ أن يقع بعدها (إن) الشرطية ، نحو : همزة الاستفهام دون (هل) ، (لا) النافية غير العاملة غير (ما) ، وحروف الجرّ المتعلقة بفعل الشرط لا بفعل الجواب. مثل ذلك : أمن يصلّ لله ينم وقلبه به حقد؟ ، لا من يؤدّ الصلاة يراء بها الناس. لمن تعطه كتابك آخذه.
ب ـ إذا أضيف اسم الشرط إلى ما لا يفقده صدارته ، نحو : ابن من تستضفه أكرمه.
ج ـ إذا فصل بين الأداة المؤثرة إعرابيّا والتركيب الشرطىّ بفاصل ، يكون ممثلا لركن من ركنى الجملة التى تتطلبها الأداة المؤثرة. فيكون التركيب الشرطىّ هو الركن الآخر ، ويكون الخبر دائما.
من ذلك قول مالك بن خالد الهذلى :
فلا تتهدّدنا بقحمك إننا |
|
متى تأتنا ننزلك عنه ويعقر (١) |
__________________
(١) ديوان الهذليين ٣ ـ ٧ / شرح السكرى لأشعار الهذليين ١ ـ ٤٥١. القحم : الكبير من الإبل والناس وغيرهم المسن ، ويريد فرسه.