وتقديره : لو لا تبارزون الكمّى .. ، أو : لو لا تعدون الكمى ...
٢ ـ قد يؤول معنى (لو لا ولو ما) الابتدائيتين إلى التوبيخ ، ومن ذلك قوله تعالى : (فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ قُرْباناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ) [الأحقاف : ٢٨].
قد يلى (لو لا) ضمير كما هو فى قول يزيد بن الحكم :
وكم موطن لو لاى طحت كما هوى |
|
بأجرامه من قلّة النّيق منهوى (١) |
وحينئذ ينقسم النحاة إزاءها وإزاء موقع الضمير الذى يليها على النحو الآتى :
أ ـ تكون حرف جرّ عند الخليل ويونس وسيبويه (٢) ومن تبعهم ، والمضمر فى محلّ جرّ بها. ويرى بعض هذا الفريق أنها لا تتعلق بشىء كالزوائد ، ويرى الآخرون أنها تتعلق بفعل مضمر ، والتقدير : لو لاى حضرت ، فألصقت ما بعدها بالفعل (٣) ، وقد اتفق على ذلك أئمة الكوفيين والبصريين والكسائى.
ب ـ ذهب الأخفش والفراء إلى أن (لو لا) تكون حرف ابتداء ، والضمير فى موضع رفع بالابتداء نيابة عن ضمير الرفع المنفصل (٤).
ج ـ أما المبرد فقد أنكر هذا التركيب (٥).
__________________
(تعدون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع فاعل (عقر) مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (النيب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (أفضل) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (بنى) منادى منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وحذفت النون من أجل الإضافة.
(١) الكتاب ٢ ـ ٣٧٣ / الخصائص ٢ ـ ٢٥٩ / الجنى الدانى ٦٠٣ / الخزانة ١ ـ ٥٤ / الهمع ٢ ـ ٣٣. الموطن :المقصود : الموقف من الحرب ، طاح : هلك ، هوى : سقط ، الأجرام : الأجساد مفرده جرم بكسر الجيم ، قلة : ما استدار من رأس الجبل ، النيق : أعلى الجبل.
(٢) الكتاب ٢ ـ ٣٧٣.
(٣) ينظر : الجنى الدانى ٦٠٤.
(٤) ينظر : رصف المبانى ٣٦٤ / الجنى الدانى ٦٠٤.
(٥) المقتضب ٣ ـ ٧٣.