ويجمع ابن عقيل فى شرحه للألفية ما سبق مجتمعا فى قوله : «تدخل (لو) على (أن) واسمها وخبرها ، نحو : لو أن زيدا قام لقمت ، واختلفت فيها والحالة هذه ، فقيل : هى باقية على اختصاصها ، و (أن) وما دخلت عليه فى موضع رفع ، فاعل بفعل محذوف ، والتقدير : لو ثبت قيام زيد ، وقيل : زالت عن الاختصاص ، و (أن) وما دخلت عليه فى موضع رفع ، مبتدإ والخبر محذوف ، والتقدير : لو أن زيدا قائم ثابت لقمت ، أى : لو قيام زيد ثابت ، وهذا مذهب سيبويه (١).
وطبقا للتحليل السابق الفارق بين ما هو جازم فيختص بما يجزم ، وهو الفعل ، وما هو غير جازم فلا يختصّ بالفعل ، فإن (لو) ـ حرف الشرط غير الجازم ـ لا يختص بالجملة الفعلية ، وبذلك فإن دخوله على الاسمية والفعلية سواء ، لعدم الاختصاص فإذا ذكر بعده اسم فإنه يكون منبئا عن جملة اسمية تالية له ، كما يتخذ الموقع الإعرابى للركن الأول من الجملة الاسمية ، وهو الرفع.
فإذا كان التالى لـ (لو) مصدرا مؤولا من (أن) وما دخلت عليه ؛ فإن المصدر المؤول يكون فى محل رفع على الابتداء ، ويكون محذوف الخبر للعلم به ، وهو الدلالة على الثبوت أو الكينونة أو الوجود ، وقد دأبت العرب على حذف مثل هذه الدالّات.
ومن أمثلة المصدر المؤول من (أن) ومعموليها بعد (لو):
(وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ) [البقرة : ١٠٣] ، إذ أن المصدر المؤول (أنهم آمنوا) فى محل رفع ، مبتدأ. خبره محذوف تقديره : ثبت. وهذا على الأرجح ، وقد يكون فى محلّ رفع ، فاعل على رأى ، وفعله محذوف تقديره : ثبت ، وجواب (لو) الجملة الاسمية (لمثوبة خير) ، على الوجه الأرجح ، وقد تكون هذه الجملة استئنافية ، أما جواب (لو) فمحذوف ، تقديره : لأثيبوا.
__________________
(١) شرح ابن عقيل ٢ ـ ١١٥. ويرجع إلى : الكتاب ٣ ـ ١٢١.