ـ الرفع ؛ على أنه خبر لمبتدإ محذوف يعود على المنعوت.
ـ النصب ؛ على أنه مفعول به لجملة فعلية يقدر فعلها وفاعلها تبعا للسياق ، وفاعله ضمير المتحدث دائما ، فيمكن أن تقدر الجملة بأعنى .. أو أذكر .. ، أو أعظم .. أو أمدح .. ، أو أذم ... أو غير ذلك مما يتطلبه السياق.
يذكر ابن مالك فى ذلك :
وارفع وانصب إن قطعت مضمرا |
|
مبتدأ أو ناصبا لن يظهرا |
ويجوز أن يقطع النعت عن المنعوت فى موضعين (١) : إلى جانب موضع عام ، وهما :
أحدهما : أن يقدر المنعوت المجهول كالمعلوم تعظيما له ، وكأن المخاطب يتبين بالصفة موصوفها ، وإن لم تورد تابعة للمعرفة ، فيقال : مررت برجل شريف الآباء ، (شريف) نعت لرجل مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، يجوز أن يرفع على أنه خبر لمبتدإ محذوف ، والتقدير : هو شريف ، ويجوز أن ينصب على أنه مفعول به لفعل محذوف ، والتقدير : أمدح ، أو : أذكر ، أو : أعنى ... إلخ.
والآخر : أن يكون النعت مسبوقا بنعت آخر مقارن له فى المعنى ، كقولك : مررت برجل شجاع فارس ، حيث (فارس) نعت لرجل مجرور ، وعلامة جره الكسرة ؛ ولأن النعت مسبوق بنعت آخر مقارن له فى المعنى جاز أن يقطع عن المنعوت ، فيجوز فى (فارس) أن ينصب على المفعولية لفعل محذوف ، وجاز أن يرفع على الخبرية لمبتدإ محذوف. من ذلك قول أمية بن عائذ الهذلى يصف صائدا :
ويأوى إلى نسوة عطّل |
|
وشعثا مراضيع مثل السّعالى (٢) |
__________________
(١) ينظر : شرح القمولى على الكافية : ٢ ـ ٤٢٣.
(٢) ديوان الهذليين : ٢ ـ ٢٨٤ / الكتاب ١ ـ ٣٩٩ / معانى القرآن للفراء ١ ـ ١٠٨ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ١٨ / المقرب ١ ـ ٢٢٥ / شفاء العليل ٢ ـ ٢٥٧.
عطل : خالية من الحلى ، شعث : مغبرة الرأس / السعالى : جمع سعلاة ، وهى أخبث الغول (يأوى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (إلى) حرف.