ومن المقدم المجرور بحرف الجر (فى) قولهم : ما فى الناس إلا شكر أو كفر ، أى : إلا رجل شكر أو رجل كفر ، حيث الجملتان الفعليتان (شكر وكفر) نعتان لمحذوفين ، وكلّ منهما جزء من (الناس) المجرور بحرف الجر (فى).
ومنه قول أبى الأسود الجمالى : وينسب إلى حكيم بن معية :
لو قلت ما فى قومها لم تيثم |
|
يفضلها فى حسب وميسم (١) |
أى : لو قلت ما فى قومها أحد يفضلها لم تأثم فى قولك ، فالجملة الفعلية (يفضلها) نعت لمحذوف ، وتقديره : أحد ، وهو بعض الاسم المقدم المجرور بفى ، وهو (قومها).
أما قول الراجز : يرمى بكفّى كان من أرمى البشر (٢). فتقديره : بكفى رجل أو إنسان كان ... فحذف المنعوت فيه ضرورة ، حيث لم يكن مما سبق.
الموصوف والصفة فى لفظ واحد :
تتيح اللغة العربية فى ميلها إلى الإيجاز أن تبنى كلمات تحمل الواحدة منها الموصوف والصفة معا ، منها :
١ ـ المصغر : حيث تحمل الأسماء المصغرة دلالة اللفظ الجذرية والبنائية التى وضعت لهما ، مع تغيير فى البنية على أسس أحكام التصغير ، يضاف إليها دلالات التصغير من : تصغير ، وتقريب للزمن ، وتقريب للمسافة ، وتعظيم ، واستملاح ، وتحقير ... ، ذلك مثل : رجيل ، بنىّ ، بعيد ، قديديمة ، وأميميمة ، وشويعر ، ...
٢ ـ الصفات المشتقة : الصفة المشتقة يمكن أن نجعلها من الأسماء التى تحمل الشىء والحدث ، ولذلك فإنه يمكن أن يستغنى بها عن المنعوت.
__________________
(١) الكتاب ٢ ـ ٣٤٥ / معانى القرآن للفراء ١ ـ ٢٧١ / الخصائص ٢ ـ ٣٧٠ / شرح ابن يعيش ٣ ـ ٥٩ / شرح جمل الزجاجى لابن عصفور ٢٢١ / المساعد ٢ ـ ٢٣١ / شرح التصريح ٢ ـ ١١٨ / الأشمونى ٣ ـ ٧٠ / ارتشاف الضرب ٢ ـ ٦٠٣.
لم تيثم : لم تأثم ، الميسم : الجمال.
(٢) الإنصاف ١ ـ ١١٥ / المقرب ١ ـ ٢٢٧ / الأشمونى على ألفية ابن مالك ٣ ـ ٧١ / الخزانة ٥ ـ ٦٥. ويروى : (ترى بكفى ، وجادت بكفى).