ذكر كل المنعوتات تذكر النعوت العامة التى تشترك فيها كل المنعوتات المذكورة فى الجملة.
كأن تقول : جاءنى رجل وامرأتان ، وتريد أن تصفهم جميعا بأنهم عقلاء ، وتصف المرأتين بأنهما حبليان ، وتصف الرجل بأنه حكيم ، ؛ فتقول : جاءنى رجل حكيم وامرأتان حبليان عقلاء (١).
تاسعا : الصفة والموصوف كالاسم الواحد :
الصفة والموصوف بمثابة الاسم الواحد ، ويمكن أن ندلل على ذلك ـ فى إيجاز ـ من خلال ما يأتى :
أ ـ تتضمن الصفة الموصوف فى دلالة بنيتها الشائعة ، فإذا كانت البنية لا تتحمل الموصوف فإنها توؤل إلى ما يتحمله من بنية.
ب ـ المطابقة الواجبة بين الصفة والموصوف ، وقد فسرت فى كل نوع من نوعى النعت.
ج ـ إذا أخبرت عن اسم بما يدلّ على العموم ، وذلك بذكر فاء الجواب والجزاء فى صدره ؛ فإن المبتدأ يجب أن يوصف بما يدل على العموم. ففى قوله تعالى : (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) [الجمعة : ٨] ، تجد أن خبر اسم (إن) وهو : (فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) قد تصدر بفاء الجواب والجزاء ، ذلك لأن المبتدأ ، وهو اسم (إن) : (الموت) قد وصف بما يدل على العموم ، وهو الاسم الموصول (الذى) مع صلته ، مما أجاز دخول الفاء على الخبر ، وهذا دليل على أن الموصوف أصبح اسما عاما باعتبار صفته الاسم العام.
ولو أنك حذفت الصفة فقلت : إن الموت فإنه ملاقيكم ـ فإنه لا يجوز (٢).
__________________
(١) يرجع إلى : البحر المحيط ١ ـ ٣٤٩ / الدر المصون ١ ـ ٦٧٦.
(٢) ينظر : شرح المفصل لابن يعيش ٢ ـ ٤.