فمقالة بدل من فاعل أتاني وهو «أنك لمتني» ، وهي تروى بالرفع والنصب ، فمن رفع فظاهر ، ومن نصب بناها على الفتح لإضافتها إلى مبنيّ ، وصار ذلك نظير قوله تعالى : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) [الأنعام : ٩٤] ، و (مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) [الذاريات : ٢٣] ، وقول الشاعر : [الرمل]
٤٩٤ ـ [تداعى منخراه بدم] |
|
مثل ما أثمر حمّاض الجبل |
[البسيط]
[فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم |
|
إذ هم قريش] وإذ ما مثلهم بشر (٢) |
[البسيط]
ولم يمنع الشّرب منها غير أن نطقت |
|
[حمامة في غصون ذات أو قال](٣) |
انتهى معنى جواب شيخنا وهو محكيّ عن أبي الحجاج الأعلم ، وفي هذا الجواب نظر ، فإنّهم نصّوا على أنّه ليس كل ما يضاف إلى مبنيّ يجوز بناؤه ، وإنّما ذلك مخصوص بما كان مبهما ، نحو : غير ومثل وبين ودون وحين ونحوها ، وقد ذكرت له ذلك بعد فأذعن له ، فإن كان ابن الأخضر أراد ذلك ففيه ما ذكرناه وإن كان أراد غيره فيفكر في وجهه ، انتهى.
قال ابن مكتوم : سألني بعض الأصحاب عن نصب يمين وشمال في قول أبي الطيب المتنبي : [الوافر]
٤٩٥ ـ وأقسم لو صلحت يمين شيء |
|
لما صلح العباد له شمالا |
فأعربتهما تمييزين ، ثم ظهر لي بعد ذلك أنهما حالان ، وذاكرت بذلك شيخنا الأستاذ أبا حيان فقال لي : سألني شيخنا بهاء الدين بن النحاس عن نصبهما فقلت له : على الحال كقولي : أصلح لك غلاما وتلميذا ، فقال : يظهر لي أنه تمييز ، قلت له : التمييز الذي عن تمام الكلام ، وهذا البيت منه على تقديرك لا بدّ أن يكون منقولا من فاعل أو من مفعول على رأيي ، وهذا لا يصلح فيه ذلك ولا في قولي : أصلح لك تلميذا ، فقال : يصح أن تقدر يصلح لك تلميذي فقلت له : لفظ التلميذ هو الفاعل أو المفعول ، والتلميذ مصدر ، ولو قدرناه :
__________________
٤٩٤ ـ الشاهد بلا نسبة في رصف المباني (ص ٣١٢) ، وشرح المفصّل (٨ / ١٣٥) ، ولسان العرب (حمض) ، والمقرب (١ / ١٠٢).
(١) مرّ الشاهد رقم (١٨٨).
(٢) مرّ الشاهد رقم (٣٢٨).
٤٩٥ ـ الشاهد في ديوانه (ص ١٣١).