شرح الدماميني على المغني اللبيب [ ج ٢ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في شرح الدماميني على المغني اللبيب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

شرح الدماميني على المغني اللبيب [ ج ٢ ]

شرح الدماميني على المغني اللبيب

شرح الدماميني على المغني اللبيب [ ج ٢ ]

تحمیل

شارك

والثالث : الاستعلاء ، ذكره الأخفش والكوفيّون ، وأن بعضهم قيل له : «كيف أصبحت؟» فقال : «كخير» ، أي : على خير ، وقيل : المعنى : بخير ، ولم يثبت مجيء الكاف بمعنى الباء ، وقيل : هي للتشبيه على حذف مضاف ، أي : كصاحب خير.

وقيل في «كن كما أنت» : إن المعنى : على ما أنت عليه ، وللنحويّين في هذا المثال أعاريب :

أحدها : هذا ، وهو أن «ما» موصولة ، و «أنت» : مبتدأ حذف خبره.

والثاني : أنها موصولة ، و «أنت» خبر حذف مبتدؤه ، أي : كالذي هو أنت ، وقد قيل بذلك في قوله تعالى : (اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ) [الأعراف : ١٣٨] ، أي : كالذي هو لهم آلهة.

والثالث : أن «ما» زائدة ملغاة ، والكاف أيضا جارّة كما في قوله [من الطويل]:

٨١ ـ وننصر مولانا ونعلم أنّه

كما النّاس مجروم عليه وجارم (١)

و «أنت» : ضمير مرفوع أنيب عن المجرور ، كما في قولهم : «ما أنا كأنت» ، والمعنى : كن فيما يستقبل مماثلا لنفسك فيما مضى.

والرابع : أن «ما» كافّة ، و «أنت» : مبتدأ حذف خبره ، أي : عليه أو كائن ، وقد قيل في : (كَما لَهُمْ آلِهَةٌ) [الأعراف : ١٣٨] : إن «ما» كافة ، وزعم صاحب المستوفى أن الكاف لا تكفّ بـ «ما» ، وردّ عليه بقوله [من الوافر] :

٨٢ ـ وأعلم أنني وأبا حميد

كما النّشوان والرّجل الحليم (٢)

وقوله [من الطويل] :

٨٣ ـ أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد ،

كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه (٣)

وإنما يصحّ الاستدلال بهما إذا لم يثبت أنّ «ما» المصدريّة توصل بالجملة الاسمية.

الخامس : أن «ما» كافة أيضا ، و «أنت» : فاعل ، والأصل : كما كنت ، ثم حذف

__________________

(١) البيت من البحر الطويل ، وهو لعمر بن براقة في أمالي القالي ٢ / ١٢٢ ، والدرر ٤ / ٢١٠ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ١٣ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٢٠٧ ، والدرر ٦ / ٨١.

(٢) البيت من البحر الوافر ، وهو لزياد الأعجم في ديوانه ص ٩٧ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٤٨.

(٣) البيت من البحر الطويل ، وهو لنهشل بن حري في الدرر ٤ / ٢٠٩ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ٦٨ ، وجواهر الأدب ص ١٣٢.