١٠٧ ـ وإنّ الّذي حانت بفلج دماؤهم |
|
هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد (١) |
والثاني : أن تكون توكيدا لمعرفة ، قال الأخفش والكوفيّون : أو لنكرة محدودة ، وعليهما ففائدتها العموم ، وتجب إضافتها إلى اسم مضمر راجع إلى المؤكد ، نحو : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ) [الحجر : ٣٠]. قال ابن مالك : وقد يخلفه الظاهر كقوله [من البسيط] :
١٠٨ ـ كم قد ذكرتك ، لو أجزى بذكركم |
|
يا أشبه النّاس كلّ النّاس بالقمر (٢) |
وخالفه أبو حيان ، وزعم أن «كل» في البيت نعت مثلها في «أطعمنا شاة كل شاة» وليست توكيدا ، وليس قوله بشيء ؛ لأن التي ينعت بها دالة على الكمال ، لا على عموم الأفراد.
ومن توكيد النّكرة بها قوله [من السريع] :
١٠٩ ـ نلبث حولا كاملا كلّه |
|
لا نلتقي إلّا على منهج (٣) |
وأجاز الفرّاء والزمخشري أن تقطع «كل» المؤكّد بها عن الإضافة لفظا تمسّكا بقراءة بعضهم : (إِنَّا كُلٌّ فِيها) [غافر : ٤٨]. وخرّجها ابن مالك على أن «كلّا» حال من ضمير الظرف ، وفيه ضعف من وجهين : تقديم الحال على عامله الظرف ، وقطع «كل» عن الإضافة لفظا وتقديرا لتصير نكرة فيصحّ كونه حالا ؛ والأجود أن تقدّر «كلّا» بدلا من اسم «إنّ» ، وإنما جاز إبدال الظاهر من ضمير الحاضر بدل كلّ لأنه مفيد للإحاطة مثل «قمتم ثلاثتكم».
والثالث : أن لا تكون تابعة ، بل تالية للعوامل ؛ فتقع مضافة إلى الظاهر ، نحو :
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو للأشهب بن رميلة في خزانة الأدب ٦ / ٧ ، وشرح المغني ٢ / ٥١٧ ، وللأشهب أو لحريث بن مخفض في الدرر ١ / ١٤٨ ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٢ / ٣١٥ ، والدرر ٥ / ١٣١ ، ورصف المباني ص ٣٤٢.
(٢) البيت من البحر البسيط ، وهو لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص ١٤٥ ، وخزانة الأدب ٩ / ٣٥ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥١٨ ، ولكيثر عزة في الدرر ٦ / ٣٣ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٨٨.
(٣) البيت من البحر السريع ، وهو للعرجي في الأغاني ٢ / ٣٢٥ ، وخزانة الأدب ٥ / ٢٣٥ ، وشرح شواهد المغني ص ٥١٩.