٢ ـ [ألا ربّ يوم صالح لك منهما] |
|
ولا سيّما يوم بدارة جلجل |
فهو مخطىء ، ا ه.
وذكر غيره أنه قد يخفّف ، وقد تحذف الواو ، كقوله [من البسيط] :
٣ ـ فه بالعقود وبالأيمان ، لا سيما |
|
عقد وفاء به من أعظم القرب |
وهي عند الفارسيّ نصب على الحال ؛ فإذا قيل «قاموا لا سيّما زيد» فالناصب قام ، ولو كان كما ذكر لامتنع دخول الواو ، ...
______________________________________________________
ألا رب يوم منهم لك صالح |
|
(ولا سيما يوم بدارة جلجل (١) |
فهو مخطىء اه) كلام ثعلب ، ودارة جلجل : اسم لغدير معين ، يريد أنه ظفر من النساء في أيام كثيرة بالعيش الصالح الناعم لكن يوم دارة جلجل كان أحسن تلك الأيام (وذكر غيره أنه قد يخفف) بحذف يائه الأولى فيكون محذوف العين كسه ، ولا يجعل محذوف اللام كيد ودم ، فإن قلت : لم لم يجعل من الثاني ويقدر بقاء الياء على ترك الاعتداد بعارض الحذف ؛ لأنها قد صارت آخر الاسم؟ قلت : لأن ذلك تكلف لا موجب له (وقد تحذف الواو) الواقعة قبل لا (كقوله :
فه بالعقود وبالأيمان لا سيما |
|
عقد وفاء به من أعظم القرب) (٢) |
فاجتمع فيه الأمران تخفيف سي وحذف الواو ، وفه فعل أمر من وفي يفي والهاء إنما ينطق بها في الوقف ، فتكتب بالهاء كذلك ولا ينطق بها في الوصل عند الإنشاء ، والمسألة مشهورة في علم الخط ، وقد استعملها أبو العلاء المعري مخففة لكن مع إثبات الواو حيث قال :
وللماء الفضيلة كل حين |
|
ولا سيما إذا اشتد الأوار (٣) |
الأوار بضم الهمزة حر العطش (وهو) أي : سي الواقع بعد لا (عند الفارسي نصب) أي منصوب والظرف متعلق به ، يعني أنه منصوب عند الفارسي (على الحال فإذا قيل : قاموا لا سيما زيدا فالناصب قام ، ولو كان كما ذكر لامتنع دخول الواو) لأن الحال حينئذ مفردة والواو لا
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ١٠ ، والجنى الداني ص ٣٣٤ ، وخزانة الأدب ٣ / ٤٤٤ ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ١٩٣.
(٢) البيت من البحر البسيط ، وهو بلا نسبة في الأشباه والنظائر ١ / ٨٨ ، وخزانة الأدب ٣ / ٤٤٧ ، والدرر ٣ / ١٨٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٣٥.
(٣) البيت من البحر الوافر ، ولم أجده.