١٦٠ ـ هذا سراقة للقرآن يدرسه |
|
يقطّع اللّيل تسبيحا وقرآنا (١) |
إن الهاء مفعول مطلق لا ضمير القرآن. وقد دخلت اللّام على أحد المفعولين مع تأخّرهما في قول ليلى [من الطويل] :
١٦١ ـ أحجّاج لا تعطي العصاة مناهم ، |
|
ولا الله يعطي للعصاة مناها (٢) |
وهو شاذ ، لقوة العامل.
ومنها لام المستغاث عند المبرّد ، واختاره ابن خروف ، بدليل صحّة إسقاطها. وقال جماعة : غير زائدة ، ثم اختلفوا ؛ فقال ابن جني : متعلّقة بحرف النداء لما فيه من معنى الفعل ، وردّ بأن معنى الحرف لا يعمل في المجرور ، وفيه نظر ؛ لأنه قد عمل في الحال نحو قوله [من الطويل] :
١٦٢ ـ كأنّ قلوب الطير رطبا ويابسا |
|
لدى وكرها العنّاب والحشف البالي (٣) |
وقال الأكثرون : متعلّقة بفعل النداء المحذوف ، واختاره ابن الضّائع وابن عصفور ، ونسباه لسيبويه ، واعترض بأنه متعدّ بنفسه ، فأجاب ابن أبي الربيع بأنه ضمّن معنى الالتجاء في نحو : «يا لزيد» ، والتعجب في نحو : «يا للدواهي» ؛ وأجاب ابن عصفور وجماعة بأنّه ضعف بالتزام الحذف فقوي تعدّيه باللام ، واقتصر على إيراد هذا الجواب أبو حيّان ، وفيه نظر ؛ لأن اللام المقوّية زائدة كما تقدّم ، وهؤلاء لا يقولون بالزيادة.
فإن قلت : وأيضا فإن اللّام لا تدخل في نحو : «زيدا ضربته» مع أن الناصب ملتزم الحذف.
قلت : لما ذكر في اللفظ ما هو عوض منه كان بمنزلة ما لم يحذف.
فإن قلت : وكذلك حرف النّداء عوض من فعل النّداء.
__________________
(١) البيت من البحر البسيط ، وهو برواية صدره رواية مختلفة لحسان بن ثابت في ديوانه ص ٢١٦ ولسان العرب ١٣ / ٣٩٤ مادة (عنن) ، ولكثير بن عبد الله النهشلي في الدرر ٥ / ٢١٤ ، ولأوس بن ثغراء في خزانة الأدب ٩ / ٤١٨ ، وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص ٢٩٠.
(٢) البيت من البحر الطويل ، وهو لليلى الأخيلية في ديوانها ص ١٢٢ ، والدرر ٤ / ١٧٣ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٨٨ ، وبلا نسبة في شرح التصريح ٢ / ١١.
(٣) البيت من البحر الطويل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ٣٨ ، وشرح التصريح ١ / ٣٨٢ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧ / ٦٤ ، وأوضح المسالك ٢ / ٣٢٩.