والتقدير : ولا مثل الذي هو يوم ، أو لا مثل شيء هو يوم ، ويضعفه في نحو : «ولا سيّما زيد» حذف العائد المرفوع مع عدم الطّول ، وإطلاق «ما» على من يعقل ؛ وعلى الوجهين ففتحة «سيّ» إعراب ؛ لأنّه مضاف ، ...
______________________________________________________
الثاني على المختار وحذف من الأول أي : وما موصولة بالجملة أو نكرة موصوفة بالجملة (والتقدير : ولا مثل الذي هو يوم أو ولا مثل شيء هو يوم) وهذا مع المتقدم من قبيل اللف والنشر المرتب (ويضعفه في نحو : لا سيما زيد) لا في نحو زيد المتقدم على غيره في الفصل (حذف العائد المرفوع مع عدم الطول) أي : مع عدم طول الصلة ، وهو في غير أي الموصولة شاذا ، أما مع الطول كالمثال الذي ذكرناه فلا شذوذ (وإطلاق ما على من يعقل) والتزم حذف العائد ، والتزام كون الصلة جملة اسمية وكلاهما غير معهود ، وقد مر الكلام على ذلك في أي (وعلى الوجهين) وجه الجر ووجه الرفع أي : وإذا بنينا على هذين الوجهين (ففتحة سي إعراب ؛ لأنه مضاف) إما إلى الاسم المجرور بعد ما أو إلى نفس ما موصولة ، أو موصوفة وخبر لا محذوف فمعنى قولك : جاءني القوم ولا سيما زيد أي : ولا مثل زيد موجود ، أو ولا مثل الذي هو زيد موجود بين القوم الذي جاؤوني ، أي : هو كان أخص بي وأشد إخلاصا بي في المجيء.
قال الرضي : وتصرف في هذه اللفظة تصرفات كثيرة ، لكثرة استعمالها فقيل : سيما ولا سيما بتخفيف الياء مع وجود لا وحذفها ، وقد ينحذف ما بعد لا سيما على جعله بمعنى خصوصا ، فيكون منصوب المحل على أنه مفعول مطلق ، وذلك كما وقع في باب الاختصاص من نقل نحو أيها الرجل من باب النداء إلى باب الاختصاص ؛ لجامع بينهما معنوي فصار في نحو أنا أفعل كذا أيها الرجل منصوب المحل على الحال ، مع بقاء ظاهره على الحالة التي كان عليها من ضم أي ورفع الرجل ، كذلك لا سيما ههنا يكون باقيا على نصبه الذي كان له بحسب الأصل حين كان اسم لا التبرئة ، مع كونه منصوب المحل على المصدر لقيامه مقام خصوصا ، فإذا قلت : أحب زيدا ولا سيما راكبا فهو بمعنى وخصوصا راكبا فراكبا حال من مفعول الفعل المقدر ، أي : وأخصه بزيادة المحبة خصوصا راكبا ، وكذا في نحو : أحبه ولا سيما وهو راكب ، وكذا قولك أحبه ولا سيما إن ركب أي : وخصوصا إن ركب وجواب الشرط مدلول عليه بخصوصا أي : إن ركب أخصه بزيادة المحبة ، ويجوز أن يجعل بمعنى المصدر اللازم أي : اختصاصا فيكون معناه واختصاصا راكبا أي : ويختص بفضل محبتي راكبا.
وعلى هذا ينبغي أن يؤول ما ذكر عن الأخفش أعني قوله : إن فلانا لكريم لا سيما إن أتيته قاعدا أي : يختص بزيادة الكرم اختصاصا في حال قعود ، ويجوز مجيء الواو قبل لا سيما إذا جعلته بمعنى المصدر ، وعدم مجيئها إلا أن مجيئها أكثر وهي اعتراضية كما ذكرنا ، ويجوز أن