مضى ، فهي بمعنى «إن» ، ومتى كان ماضيا أو حالا أو مستقبلا ، ولكن قصد فرضه الآن أو فيما مضى ، فهي الامتناعية.
والثالث : أن تكون حرفا مصدريّا بمنزلة «أن» إلا أنها لا تنصب ، وأكثر وقوع هذه بعد «ودّ» أو «يودّ» ، نحو : (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ) [القلم : ٩] ، (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ) [البقرة : ٩٦].
ومن وقوعها بدونهما قول قتيلة [من الكامل] :
٢٣٣ ـ ما كان ضرّك لو مننت ، وربّما |
|
من الفتى وهو المغيظ المحنق (١) |
وقول الأعشى [من البسيط] :
٢٣٤ ـ وربّما فات قوما جلّ أمرهم |
|
من التّأنّي ، وكان الحزم لو عجلوا (٢) |
وقول امرىء القيس [من الطويل] :
٢٣٥ ـ تجاوزت أحراسا عليها ومعشرا |
|
عليّ حراصا لو يسرّون مقتلي (٣) |
وأكثرهم لم يثبت ورود «لو» مصدرية ، والذي أثبته الفرّاء وأبو علي وأبو البقاء والتبريزي وابن مالك.
ويقول المانعون في نحو : (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ) [البقرة : ٩٦] : إنها شرطية ، وإن مفعول (يَوَدُّ) وجواب (لَوْ) محذوفان ، والتّقدير : يودّ أحدهما التعمير لو يعمر ألف سنة لسرّه ذلك ، ولا خفاء بما في ذلك من التكلّف.
ويشهد للمثبتين قراءة بعضهم : (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) [القلم : ٩] بحذف النون ، فعطف «يدهنوا» بالنّصب على «تدهن» لما كان معناه : أن تدهن.
ويشكل عليهم دخولها على «أنّ» في نحو : (وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ) [آل عمران : ٣٠].
__________________
(١) البيت من الكامل ، وهو لقتيلة بنت النضر في الأغاني ١ / ٣٠ ، وخزانة الأدب ١١ / ٢٣٩ ، والدرر ١ / ٢٥٠ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٤٨ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ٢٢٣.
(٢) البيت من البسيط ، وهو للأعشى في شرح الأشموني ٣ / ٥٩٨ ، وللقطامي في شرح شواهد المغني ٢ / ٦٥٠ ، ولم أجده في ديواني الشاعرين.
(٣) البيت من الطويل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ١٣ ، وجمهرة اللغة ص ٧٣٦ ، وخزانة الأدب ١١ / ٢٣٨ ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ٢٩٢.