٢٧٩ ـ لمّا رأيت أبا يزيد مقاتلا |
|
أدع القتال وأشهد الهيجاء (١) |
وهو لغز ، يقال فيه : أين جواب «لما»؟ وبم انتصب أدع؟ وجواب الأول أن الأصل «لن» ثم أدغمت النون في الميم للتقارب ، ووصلا خطّا للإلغاز ، وإنما حقّهما أن يكتبا منفصلين ، ونظيره في الإلغاز قوله [من الخفيف] :
٢٨٠ ـ عافت الماء في الشّتاء ، فقلنا |
|
برّديه تصادفيه سخينا (٢) |
فيقال : كيف يكون التّبريد سببا لمصادفته سخينا؟ وجوابه أن الأصل «بل رديه» ثم كتب على لفظه للإلغاز ، وعن الثاني أن انتصابه بـ «لن» و «ما» الظرفية وصلتها ظرف له فاصل بينه وبين «لن» للضرورة ؛ فيسأل حينئذ : كيف يجتمع قوله : «لن أدع القتال» مع قوله : «لن أشهد الهيجاء»؟ فيجاب بأن «أشهد» ليس معطوفا على «أدع» ، بل نصبه بـ «أن» مضمرة ، و «أن» والفعل عطف على القتال ، أي : لن أدع القتال وشهود الهيجاء على حد قول ميسون [من الوافر] :
__________________
(١) البيت من الكامل ، وهو بلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ٢٣٣ ، والخصائص ٢ / ٤١١ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٥٢.
(٢) البيت من البسيط ، وهو لابن مقبل في ديوانه ص ٣١٩ ، ولسان العرب ٥ / ٢٨٦ مادة (وغر) والتنبيه والإيضاح ٢ / ٢٢٣ ، وبلا نسبة في تهذيب اللغة ٨ / ١٨٥.