الزمخشري ، وفيه أن «ما» حينئذ للشخص العاقل ، وإن قدرت «ما» موصولة فـ «عتيد» بدل منها ، أو خبر ثان ، أو خبر لمحذوف.
والتامة تقع في ثلاثة أبواب :
أحدها : التعجّب ،نحو : «ما أحسن زيدا» المعنى : شيء حسّن زيدا ، جزم بذلك جميع البصريين ، إلا الأخفش فجوّزه ، وجوّز أن تكون معرفة موصولة والجملة بعدها صلة لا محلّ لها ، وأن تكون نكرة موصوفة والجملة بعدها في موضع رفع نعتا لها ؛ وعليهما فخبر المبتدأ محذوف وجوبا ، وتقديره : شيء عظيم ونحوه.
الثاني : باب «نعم» و «بئس» ، نحو : «غسلته غسلا نعمّا» ، و «دققته دقّا نعمّا» ، أي : نعم شيئا ، فـ «ما» : نصب على التمييز عند جماعة من المتأخّرين منهم الزمخشري ، وظاهر كلام سيبويه أنها معرفة تامّة كأمر.
والثالث : قولهم إذا أرادوا المبالغة في الإخبار عن أحد بالإكثار من فعل كالكتابة : «إنّ زيدا ممّا أن يكتب» أي : أنه من أمر كتابة ، أي : أنه مخلوق من أمر ، وذلك الأمر هو الكتابة ، فـ «ما» بمعنى شيء ، و «أن» وصلتها في موضع خفض بدل منها ، والمعنى بمنزلته في : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) [الأنبياء : ٣٧] جعل لكثرة عجلته كأنه خلق منها. وزعم السيرافي وابن خروف وتبعهما ابن مالك ونقله عن سيبويه أنها معرفة تامّة بمعنى الشيء أو الأمر ، و «أن» وصلتها مبتدأ ، والظرف خبره ، والجملة خبر لـ «إنّ» ، ولا يتحصّل للكلام معنى طائل على هذا التقدير.
الثالث : أن تكون نكرة مضمّنة معنى الحرف ، وهي نوعان :
أحدها : الاستفهاميّة ، ومعناها أي شيء ، نحو : (ما هِيَ) [البقرة ٢ : ٧٠] ، (ما لَوْنُها) [البقرة : ٦٩] ، (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ) [طه : ١٧] ، (قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ) [يونس : ٨١] ، وذلك على قراءة أبي عمرو (السِّحْرُ) بمد الألف. فـ «ما» : مبتدأ ، والجملة بعدها خبر ، و «آلسحر» : إما بدل من «ما» ، ولهذا قرن بالاستفهام ، وكأنه قيل : آلسحر جئتم به ، وإما بتقدير : أهو السحر ، أو آلسحر هو ؛ وأمّا من قرأ (السِّحْرُ) على الخبر فـ «ما» موصولة و «السحر» خبرها ، ويقوّيه قراءة عبد الله (ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ).
ويجب حذف ألف «ما» الاستفهامية إذا جرّت وإبقاء الفتحة دليلا عليها ، نحو :«فيم» ، و «إلام» ، و «علام» ، و «بم» ، وقال [من الطويل] :