وهو بعيد ، لقلّة استعمالها ؛ وآخرون بأنها موصولة ؛ وقال الزمخشري : إن قدرت «أل» في الناس للعهد فموصولة مثل : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَ) [التوبة : ٦١] ، أو للجنس فموصوفة ، مثل : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ) [الأحزاب : ٢٣] ويحتاج لتأمل.
* * *
تنبيهان
الأول ـ تقول : «من يكرمني أكرمه» فتحتمل «من» الأوجه الأربعة ، فإن قدّرتها شرطيّة جزمت الفعلين ، أو موصوفة رفعتهما ، أو استفهاميّة رفعت الأوّل وجزمت الثاني لأنه جواب بغير الفاء ، و «من» فيهنّ مبتدأ ، وخبر لاستفهاميّة الجملة الأولى ، والموصولة أو الموصوفة الجملة الثانية ، والشرطية الأولى أو الثانية على خلاف في ذلك ، وتقول : «من زارني زرته» فلا تحسن الاستفهامية ، ويحسن ما عداها.
الثاني ـ زيد في أقسام «من» قسمان آخران ؛ أحدهما أن تأتي نكرة تامة ، وذلك عند أبي علي ، قاله في قوله [من البسيط] :
٣٧٤ ـ [ونعم مزكأ من ضاقت مذاهبه] |
|
ونعم من هو في سرّ وإعلان (١) |
فزعم أن الفاعل مستتر ، و «من» تمييز ، وقوله : «هو» مخصوص بالمدح ، فـ «هو» مبتدأ خبره ما قبله أو خبر لمبتدأ محذوف ، وقال غيره : «من» موصول فاعل ، وقوله «هو» مبتدأ خبره هو آخر محذوف على حد قوله [من الرجز] :
٣٧٥ ـ [أنا أبو النّجم] ، وشعري شعري، |
|
[لله درّي ما أجنّ صدري](٢) |
والظرف متعلّق بالمحذوف ، لأنّ فيه معنى الفعل ، أي : ونعم من هو الثابت في حالتي السرّ والعلانية.
قلت : ويحتاج إلى تقدير هو ثالث يكون مخصوصا بالمدح.
الثاني : التّوكيد ، وذلك فيما زعم الكسائي من أنها ترد زائدة كـ «ما» ، وذلك سهل على قاعدة الكوفيّين في أن الأسماء تزاد ، وأنشد عليه [من الكامل] :
__________________
(١) البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في جمهرة اللغة ص ١٠٩٨ ، وخزانة الأدب ٩ / ٤١٠ ، والدرر ١ / ٣٠٣ ، وشرح الأشموني ١ / ٧٠ ، وهمع الهوامع ١ / ٩٢.
(٢) البيت من الرجز ، وهو لأبي النجم في أمالي المرتضى ١ / ٣٥٠ ، وخزانة الأدب ١ / ٤٣٩ ، والخصائص ٣ / ٣٣٧ ، وبلا نسبة في الدرر ٥ / ٧٩ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٩.