والثاني : ضمير الرفع المخبر عنه باسم إشارة ، نحو : (ها أَنْتُمْ أُولاءِ) [آل عمران : ١١٩] وقيل : إنما كانت داخلة على الإشارة فقدّمت ، فردّ بنحو : (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ) [آل عمران : ٦٦] ، فأجيب بأنها أعيدت توكيدا.
والثالث : نعت «أيّ» في النداء ، نحو : «يا أيها الرّجل» ، وهي في هذا واجبة للتنبيه على أنه المقصود بالنداء ؛ قيل : وللتعويض عما تضاف إليه «أيّ» ، ويجوز في هذه ، في لغة بني أسد ، أن تحذف ألفها ، وأن تضم هاؤها إتباعا ، وعليه قراءة ابن عامر (أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ) [النور : ٣١] ، (أَيُّهَ الثَّقَلانِ) [الرحمن : ٣١] ، (أَيُّهَا السَّاحِرُ) [الزخرف : ٤٩] ، بضم الهاء في الوصل.
والرابع : اسم الله تعالى في القسم عند حذف الحرف ، يقال : «ها الله» بقطع الهمزة ووصلها ، وكلاهما مع إثبات ألف «ها» وحذفها.
* * *
(هل) : حرف موضوع لطلب التصديق الإيجابي ، دون التصوّر ، ودون التّصديق السلبي ، فيمتنع نحو : «هل زيدا ضربت» لأنّ تقديم الاسم يشعر بحصول التصديق بنفس النسبة ؛ ونحو : «هل زيد قائم أم عمرو» إذا أريد بـ «أم» المتصلة ، و «هل لم يقم زيد» ؛ ونظيرها في الاختصاص بطلب التصديق «أم» المنقطعة ، وعكسهما «أم» المتصلة ، وجميع أسماء الاستفهام فإنهنّ لطلب التصور لا غير ، وأعمّ من الجميع الهمزة فإنها مشتركة بين الطلبين.
وتفترق هل من الهمزة من عشرة أوجه :
أحدها : اختصاصها بالتصديق.
والثاني : اختصاصها بالإيجاب ، تقول : «هل زيد قائم» ويمتنع «هل لم يقم» بخلاف الهمزة ، نحو : (أَلَمْ نَشْرَحْ) [الإنشراح : ١] ، (أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ) [آل عمران : ١٢٤] ، (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) [الزمر : ٣٦] ، وقال [من البسيط] : ألا طعان ألا فرسان عادية
والثالث : تخصيصها المضارع بالاستقبال ، نحو : «هل تسافر؟» بخلاف الهمزة ، نحو : «أتظنّه قائما» وأما قول ابن سيده في شرح الجمل : لا يكون الفعل المستفهم عنه إلا مستقبلا ، فسهو ، قال الله سبحانه وتعالى : (فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا) [الأعراف : ٤٤] ، وقال زهير [من الطويل] :