٤١٤ ـ فمن مبلغ الأحلاف عنّي رسالة |
|
وذبيان هل أقسمتم كلّ مقسم (١) |
والرابع والخامس والسادس : أنها لا تدخل على الشّرط ، ولا على «إنّ» ، ولا على اسم بعده فعل ، في الاختيار ، بخلاف الهمزة ، بدليل : (أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ) [الأنبياء : ٣٤] ، (أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) [يس : ١٩] ، (أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ) [يوسف : ٩٠] ، (أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ) [القمر : ٢٤].
والسابع والثامن : أنها تقع بعد العاطف ، لا قبله وبعد «أم» ، نحو : (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) [الأحقاف : ٣٥] ، وفي الحديث : «وهل ترك لنا عقيل من رباع» ، وقال [من الخفيف] :
٤١٥ ـ ليت شعري هل ثمّ هل آتينهم |
|
أو يحولنّ دون ذاك حمام؟ (٢) |
وقال تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ) [الرعد : ١٦].
التاسع : أنه يراد بالاستفهام بها النّفي ، ولذلك دخلت على الخبر بعدها إلا في نحو : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ) (٦٠) [الرحمن : ٦٠] ، والباء في قوله [من الطويل] :
٤١٦ ـ [يقول إذا اقلولى عليها وأفردت] |
|
ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم؟ (٣) |
وصحّ العطف في قوله [من الطويل] :
٤١٧ ـ وإنّ شفائي عبرة مهراقة |
|
وهل عند رسم دارس من معوّل (٤) |
إذ لا يعطف الإنشاء على الخبر.
فإن قلت : قد مرّ لك في صدر الكتاب أن الهمزة تأتي لمثل ذلك مثل : (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ) [الإسراء : ٤٠] ، ألا ترى أن الواقع أنه سبحانه لم يصفهم بذلك؟
قلت : إنما مرّ أنها للإنكار على مدّعي ذلك ، ويلزم من ذلك الانتفاء ، لا أنها للنفي
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص ١٨ ، وخزانة الأدب ٣ / ٩ ، ولسان العرب ٩ / ٤٥٤ / مادة / حلف /.
(٢) البيت من الخفيف ، وهو للكميت بن معروف في ديوانه ص ١٩٨ ، والدرر ٦ / ٥٢ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٧١ ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ٣٣٤ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٦٨٤.
(٣) البيت من الطويل ، وهو للفرزدق في ديوانه ص ٨٦٣ ، والأزهية ص ٢١٠ ، وتخليص الشواهد ص ٢٨٦ ، وجمهرة اللغة ص ٦٣٦ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٤٢ ، والدرر ٢ / ١٢٦.
(٤) البيت من الطويل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ٩ ، وخزانة الأدب ٣ / ٤٤٨ ، والدرر ٥ / ١٣٩ وسر صناعة الإعراب ١ / ٢٥٧ ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٩ / ٢٧٤ والدرر ٦ / ١٥٤.