على أنّها تعفو الكلوم ، وإنّما |
|
نوكّل بالأدنى وإن جلّ ما يمضي |
أي على أن العادة نسيان المصائب البعيدة العهد ، وقوله [من الطويل] :
١٤ ـ بكلّ تداوينا فلم يشف ما بنا |
|
على أنّ قرب الدّار خير من البعد |
ثم قال [من الطويل] :
على أنّ قرب الدّار ليس بنافع |
|
إذا كان من تهواه ليس بذي ودّ |
أبطل بـ «على» الأولى عموم قوله : «لم يشف ما بنا» ، فقال : بلى إن فيه شفاء مّا ، ثم أبطل بالثانية قوله : «على أن قرب الدار خير من البعد».
______________________________________________________
على أنها تعفو الكلوم وإنما |
|
نوكل بالأدنى وإن جل ما يمضي) (١) |
رزئته بالبناء للمفعول أي : أصبت به وقوسي بفتح القاف موضع ببلاد السراة ، قال الإمام المرزوقي : والباء من قوله بجانب قوسي تتعلق بقتيلا ، والظاهر أنه لا يعني قتيلا الملفوظ به ؛ لأن وصفه مانع من إعماله وإنما يعني قتيلا محذوفا أي : رزئته حالة كونه قتيلا بجانب قوسي ، وتعفو تدرس ويذهب أثرها ، والكلوم الجراح جمع كلم كفلس (أي : على أن العادة نسيان المصائب البعيدة العهد) وهذا كما سئل بعضهم ما أشد الأدواء؟ فقال : ما يحضرك وإن برح بك ما غاب ، والضمير من أنها ضمير القصة وتعفو الكلوم الخبر (وقوله :
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا |
|
على أن قرب الدار خير من البعد) (٢) |
أي : تداوينا من داء المحبوب بكل من قربنا من دار المحبوب وبعدنا عنها ، فلم يحصل الشفاء بشيء من ذلك لكن القرب خير من البعد (ثم قال :
على أن قرب الدار ليس بنافع |
|
إذا كان من تهواه ليس بذي ود |
أبطل بعلى الأولى من قوله
على أن قرب الدار خير من البعد
عموم قوله لم يشف ما بنا فقال : بلى أن فيه) أي : في قرب الدار (شفاء ما ثم أبطل بالثانية) من قوله على أن قرب الدار ليس بنافع إلى آخره (قوله على أن قرب الدار خير من البعد ،
__________________
(١) البيتان في البحر الطويل ، وهما لأبي خراش الهذلي في أمالي المرتضى ١ / ١٩٨ ، وخزانة الأدب ٥ / ٤٠٥ ، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص ٤٥٣ ، والخصائص ٢ / ١٧٠. وانظر المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية ٤ / ١٥٠.
(٢) البيت من البحر الطويل ، وهو ليزيد بن الطثرية في ديوانه ص ٨٢ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٢٥ ، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١ / ٤٥٤. ا ه. انظر : المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية ٢ / ٤٠٨.