٧٤] لا قوله : (فَقَتَلَهُ) [الكهف : ٧٤] لأن الماضي المقرون بـ «قد» لا يكون جوابا ؛ فليكن (قالَ) في هذه الآية أيضا جوابا.
ومثال النوع الثاني ـ وهو الواقع حالا لا غير لوقوعه بعد المعارف المحضة ـ (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) (٦) [المدثر : ٦] ، (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى) [النساء : ٤٣].
ومثال النوع الثالث ـ وهو المحتمل لهما بعد النكرة ـ (وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ) [الأنبياء : ٥٠] ، فلك أن تقدّر الجملة صفة للنكرة وهو الظاهر ، ولك أن تقدّرها حالا منها لأنها قد تخصّصت بالوصف ، وذلك بقربها من المعرفة ، حتى إن أبا الحسن أجاز وصفها بالمعرفة فقال في قوله تعالى : (فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ) [المائدة : ١٠٧] إن «الأوليان» صفة لـ «آخران» لوصفه بـ «يقومان» ، ولك أن تقدّرها حالا من المعرفة وهو الضمير في «مبارك» ، إلّا أنه قد يضعف من حيث المعنى وجها الحال ؛ أما الأول فلأن الإشارة إليه لم تقع في حالة الإنزال كما وقعت الإشارة إلى «البعل» في حالة الشيخوخة في (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً) [هود : ٧٢] ، وأما الثاني فلاقتضائه تقييد البركة بحالة الإنزال ، وتقول «ما فيها أحد يقرأ» فيجوز الوجهان أيضا ؛ لزوال الإبهام عن النكرة بعمومها.
ومثال النوع الرابع ـ وهو المحتمل لهما بعد المعرفة ـ (كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً) [الجمعة : ٥] : فإن المعرف الجنسي يقرب في المعنى من النكرة ؛ فيصح تقدير (يحمل) حالا أو وصفا ، ومثله (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) [يس : ٣٧] وقوله [من الكامل] :
٥٥٣ ـ ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني |
|
[فمضيت ثمّة قلت : لا يعنيني](١) |
وقد اشتمل الضابط المذكور على قيود.
أحدها : كون الجملة خبريّة ، احترزت بذلك من نحو : «هذا عبد بعتكه» تريد بالجملة الإنشاء ، و «هذا عبدي بعتكه» كذلك ؛ فإن الجملتين مستأنفتان ، لأن الإنشاء لا يكون نعتا ولا حالا ، ويجوز أن يكونا خبرين آخرين إلا عند من منع تعدّد الخبر مطلقا ،
__________________
(١) البيت من الكامل ، وهو لرجل من سلول في الدرر ١ / ٧٨ ، وشرح التصريح ٢ / ١١ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٣١٠ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥٨ ، ولشمر بن عمرو الحنفي في الأصمعيات ص ١٢٦ ، ولعميرة بن جابر الحنفي في حماسة البحتري ص ١٧١.