* (عن) على ثلاثة أوجه :
[أحدها : أن تكون حرف جرو جميع ما ذكر لها عشرة معان :]
أحدها : المجاوزة ، ولم يذكر البصريّون سواه ، نحو : «سافرت عن البلد» و «رغبت عن كذا» ، و «رميت السهم عن القوس» وذكر لها في هذا المثال معنى غير هذا ، وسيأتي.
الثاني : البدل ، نحو : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) [محمد : ٣٨] وفي الحديث : «صومي عن أمّك».
______________________________________________________
(عن)
(على ثلاثة أوجه :
أحدها أن تكون حرفا جارا وجميع ما ذكر لها عشرة معان.
أحدها المجاوزة) بالزاي وهو أشهر معانيها ، والمراد بالمجاوزة بعد شيء عن المجرور بها بسبب إيجاد مصدر الفعل المتعدي بها فمعنى سافرت عن البلد بعدت عن البلد بسبب السفر ، وعلى ذلك فقس (ولم يذكر البصريون سواه نحو سافرت عن البلد ورغبت عن كذا ورميت عن القوس ، وذكر لها في هذا المثال) الأخير (معنى آخر) وهو الاستعلاء (وسيأتي) قريبا.
(الثاني البدل نحو : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) [البقرة : ٤٨]) أي بدل نفس (وفي الحديث «صومي عن أمك» (١)) أي بدل أمك ويحتمل أن يكون المعنى صومي نائبة عن أمك ، وقد حمل عليه بعضهم قوله :
كيف تراني قاليا مجني |
|
قد قتل الله زيادا عني (٢) |
أي قتل زيادا بدلي ويحتمل التضمين أي : صرفه الله عني بالقتل ، والمجن بكسر الميم وفتح الجيم الترس.
__________________
(١) أخرجه مسلم ، كتاب الصيام ، باب قضاء الصيام عن الميت (١١٤٨) ، وابن حبان في صحيحه ١٠ / ٢٤٠ ، والنسائي في الكبرى ٢ / ١٧٤.
(٢) البيت من بحر الرجز ، وهو للفرزدق ، ذكره ابن منظور في لسان العرب كيف تراني قالبا مجني أقلب أمري ظهره للبطن قد قتل الله زيادا عني ٤ / ٥٢٠ (ظهر) ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١ / ٢٤٧. ا ه. انظر : المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية ١٢ / ٢٩١.