٦٤٥ ـ إن يقتلوك فإنّ قتلك لم يكن |
|
عارا عليك ، وربّ قتل عار (١) |
أي : هو عار ، أو منصوبا ، كقوله [من الوافر] :
٦٤٦ ـ حميت حمى تهامة بعد نجد |
|
وما شيء حميت بمستباح (٢) |
أي حميته ، أو مجرورا ، نحو : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) [البقرة : ٤٨] فإنه على تقدير فيه أربع مرات ؛ وقراءة الأعمش (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) [الروم : ١٧] على تقدير فيه مرتين ؛ وهل حذف الجارّ والمجرور معا أو حذف الجارّ وحده فانتصب الضمير واتّصل بالفعل كما قال [من الطويل] :
٦٤٧ ـ ويوما شهدناه سليما وعامرا |
|
[قليلا سوى الطّعن النّهال نوافله](٣) |
أي : شهدنا فيه ، ثم حذف منصوبا؟ قولان : الأول عن سيبويه ، والثاني عن أبي الحسن ؛ وفي أمالي ابن الشّجري قال الكسائي : لا يجوز أن يكون المحذوف إلا الهاء ، أي أن الجارّ أولا ، ثم حذف الضمير ؛ وقال آخر : لا يكون المحذوف إلّا فيه ؛ وقال أكثر النحويين منهم سيبويه والأخفش : يجوز الأمران ، والأقيس عندي الأول. ا ه. وهو مخالف لما نقل غيره ؛ وزعم أبو حيان أن الأولى أن لا يقدر في الآية الأولى ضمير ، لا بل يقدر أن الأصل : يوما يوم لا تجزي ، بإبدال «يوم» الثاني من الأول ، ثم حذف المضاف ، ولا يعلم أن مضافا إلى جملة حذف ، ثم إن ادّعى أن الجملة باقية على محلّها من الجر فشاذ ، أو أنها أنيبت عن المضاف ، تكون الجملة مفعولا في مثل هذا الموضع.
الثالث : الجملة الموصول بها الأسماء ، ولا يربطها غالبا إلا الضمير : إما مذكورا نحو : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ) [البقرة : ٣] ، ونحو : (وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) [يس : ٣٥] ، (وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ) [الزخرف : ٧١] ، ونحو : (يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ) [المؤمنون : ٣٣] ، وإما مقدّرا نحو : (أَيُّهُمْ أَشَدُّ) [مريم : ٦٩] ، ونحو : (وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) [يس : ٣٥] ، (وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ
__________________
(١) البيت من الكامل ، وهو لثابت بن قطنة في ديوانه ص ٤٩ ، والحماسة الشجرية ١ / ٣٣٠ ، وخزانة الأدب ٩ / ٥٦٥ ، والدرر ٢ / ١٢ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٨٩.
(٢) البيت من الوافر ، وهو لجرير في ديوانه ١ / ٨٩ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٧٥ ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٦ / ٤٢ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٤٠٢.
(٣) البيت من الطويل ، وهو لرجل من بني عامر في الدرر ٣ / ٩٦ ، وشرح المفصل ٢ / ٤٦ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١ / ٣٨ وخزانة الأدب ٧ / ١٨١.