الضمير ، نحو : «مررت بالبرّ قفيز بدرهم» ، أو الواو كقوله يصف غائصا لطلب اللؤلؤ انتصف النهار وهو غائص وصاحبه لا يدري ما حاله [من الكامل] :
٦٥٠ ـ نصف النّهار الماء غامره |
|
ورفيقه بالغيب لا يدري (١) |
الخامس : المفسّرة لعامل الاسم المشتغل عنه ، نحو : «زيدا ضربته ، أو ضربت أخاه ، أو عمرا وأخاه ، أو عمرا أخاه» إذا قدرت الأخ بيانا ، فإن قدّرته بدلا لم يصحّ نصب الاسم على الاشتغال ، ولا رفعه على الابتداء ، وكذا لو عطفت بغير الواو ، وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ) [محمد : ٨] ، «الذين» : مبتدأ ، و «تعسا» : مصدر لفعل محذوف هو الخبر ، ولا يكون الذين منصوبا بمحذوف يفسره «تعسا» كما تقول : «زيدا ضربا إيّاه» ، وكذا لا يجوز «زيدا جدعا له» ، ولا «عمرا سقيا له» ، خلافا لجماعة منهم أبو حيان ، لأن اللام متعلّقة بمحذوف ، لا بالمصدر لأنه لا يتعدّى بالحرف ، وليست لام التّقوية لأنها لازمة ، ولام التقوية غير لازمة ، وقوله تعالى : (سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ) [البقرة : ٢١١] إن قدّرت (مِنْ) زائدة فـ «كم» مبتدأ أو مفعول لـ «آتينا» مقدّرا بعده ، وإن قدّرتها بيانا لـ «كم» كما هي بيان لما في (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ) [البقرة : ١٠٦] لم يجز واحد من الوجهين ، لعدم الراجع حينئذ إلى «كم» ، وإنما هي مفعول ثان مقدّم ، مثل : «أعشرين درهما أعطيتك». وجوّز الزمخشري في «كم» الخبرية والاستفهاميّة ، ولم يذكر النحويون أن «كم» الخبرية تعلّق العامل عن العمل ؛ وجوّز بعضهم زيادة «من» كما قدّمنا ، وإنما تزاد بعد الاستفهام بـ «هل» خاصة ، وقد يكون تجويزه ذلك على قول من لا يشترط كون الكلام غير موجب مطلقا ، أو على قول من يشترطه في غير باب التمييز ، ويرى أنها في «رطل من زيت» ، و «خاتم من حديد» زائدة ، لا مبيّنة للجنس.
السادس والسابع : بدلا البعض والاشتمال ، ولا يربطهما إلّا الضمير : ملفوظا ، نحو : (ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ) [المائدة : ٧١] ، (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ) [البقرة : ٢١٧] ، أو مقدّرا نحو : (مَنِ اسْتَطاعَ) [آل عمران : ٩٧] أي منهم ، ونحو : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ) [البروج : ٤ ـ ٥] ، أي : فيه ؛ وقيل : إن «أل» خلف عن الضمير ، أي : ناره ، وقال الأعشى [من الطويل] :
__________________
(١) البيت من الكامل ، وهو للمسيب بن علس في ديوانه ص ٦١٠ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٧٨ ، وخزانة الأدب ٣ / ٢٣٣ والدرر ٤ / ١٧ ، وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب ٢ / ٦٤٢.