٦٧١ ـ لم يمنع الشّرب منها غير أن نطقت |
|
حمامة في غصون ذات أو قال (١) |
فغير : فاعل لـ «يمنع» وقد جاء مفتوحا ، ولا يأتي فيه بحث ابن مالك ؛ لأن قولهم :«غيران وأغيار» ليس بعربي.
ولو كان المضاف غير مبهم لم يبن ، وأما قول الجرجاني وموافقيه إن «غلامي» ونحوه مبنيّ فمردود ، ويلزمهم بناء «غلامك» ، و «غلامه» ولا قائل بذلك.
الباب الثاني : أن يكون المضاف زمانا مبهما ، والمضاف إليه «إذ» ، نحو : (وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ) [هود : ٦٦] ، و (مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ) [المعارج : ١١] يقرآن بجرّ «يوم» وفتحه.
الثالث : أن يكون زمانا مبهما والمضاف إليه فعل مبني ، بناء أصليّا كان البناء ، كقوله [من الطويل] :
٦٧٢ ـ على حين عاتبت المشيب على الصّبا |
|
وقلت : ألمّا أصح والشّيب وازع؟ (٢) |
أو بناء عارضا ، كقوله [من الطويل] :
٦٧٣ ـ لأجتذبن منهنّ قلبي تحلّما |
|
على حين يستصبين كلّ حليم (٣) |
رويا بالفتح ، وهو أرجح من الإعراب عند ابن مالك ، ومرجوح عند ابن عصفور.
فإن كان المضاف إليه فعلا معربا أو جملة اسمية ، فقال البصريّون : يجب الإعراب ، والصّحيح جواز البناء ، ومنه قراءة نافع : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ) [المائدة : ١١٩] بفتح «يوم» ، وقراءة غير أبي عمرو وابن كثير (يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ) [الانفطار : ١٩] بالفتح ، وقال [من الطويل] :
٦٧٤ ـ إذا قلت هذا حين أسلو يهيجني |
|
نسيم الصّبا من حيث يطّلع الفجر (٤) |
__________________
(١) البيت من البسيط ، وهو لأبي قيس بن الأسلت في ديوانه ص ٨٥ ، وجمهرة اللغة ص ١٣١٦ وخزانة الأدب ٣ / ٤٠٦ ، والدرر ٣ / ١٥٠ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٥٨.
(٢) البيت من الطويل ، وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٣٢ ، وجمهرة اللغة ص ١٣١٥ ، وخزانة الأدب ٢ / ٤٥٦ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨١٦ ، والدرر ٣ / ١٤٤.
(٣) البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ١٣٥ ، وخزانة الأدب ٣ / ٣٠٧ والدرر ٣ / ١٤٥ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٣٣.
(٤) البيتان من البحر الطويل ، وهما لبشر بن هذيل في ديوان المعاني ١ / ٨٩ ، ولموبال بن جهنم المذحجي في شرح المغني ٢ / ٨٨٤ ، وبلا نسبة في الدرر ٣ / ١٤٧ ، وهمع الهوامع ١ / ٢١٨.