(١٨) [نوح : ١٧ ـ ١٨] ، وقد ينقل المتعدّي إلى واحد بالهمزة إلى التعدي إلى اثنين ، نحو : «ألبست زيدا ثوبا ، وأعطيته دينارا» ، ولم ينقل متعدّ إلى اثنين بالهمزة إلى التعدي إلى ثلاثة إلا في «رأى» ، و «علم» ، وقاسه الأخفش في أخواتهما الثلاثة القلبيّة ، نحو : «ظنّ» ، و «حسب» ، و «زعم» ؛ وقيل : النقل بالهمزة كلّه سماعيّ ؛ وقيل : قياسي في القاصر والمتعدّي إلى واحد ؛ والحقّ أنه قياسيّ في القاصر ، سماعيّ في غيره ، وهو ظاهر مذهب سيبويه.
الثاني : ألف المفاعلة ، تقول في «جلس زيد ومشى وسار» : «جالست زيدا ، وماشيته ، وسايرته».
الثّالث : صوغه على فعلت بالفتح «افعل» بالضم لإفادة الغلبة ، تقول : «كرمت زيدا» ، بالفتح ـ أي : غلبته في الكرم.
الرابع : صوغه على «استفعل» للطّلب أو النسبة إلى الشيء ، كـ «استخرجت المال» ، و «استحسنت زيدا» ، و «استقبحت الظلم» ، وقد ينقل ذو المفعول الواحد إلى اثنين ، نحو : «استكتبته الكتاب» ، و «استغفرت الله الذنب» ، وإنما جاز «استغفرت الله من الذنب» لتضمّنه معنى «استتبت» ؛ ولو استعمل على أصله لم يجز فيه ذلك ؛ وهذا قول ابن الطراوة وابن عصفور ، وأما قول أكثرهم : إن «استغفر» من باب «اختار» فمردود.
الخامس : تضعيف العين ، تقول في «فرح زيد» : «فرحته» ومنه (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) (٩) [الشمس : ٩] ، (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ) [يونس : ٢٢] ، وزعم أبو علي أن التضعيف في هذا للمبالغة لا للتّعدية ، لقوله : «سرت زيدا» ، وقوله [من الطويل] :
٦٨٤ ـ [فلا تجزعن من سيرة أنت سرتها] |
|
فأوّل راض سنّة من يسيرها (١) |
وفيه نظر ؛ لأن «سرته» قليل ، و «سيّرته» كثير ، بل قيل : إنه لا يجوز «سرته» ، وإنه في البيت على إسقاط الباء توسّعا ، وقد اجتمعت التّعدية بالباء والتضعيف في قوله تعالى : (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (٣) مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ) [آل عمران : ٣] ؛ وزعم الزمخشري أن بين التّعديتين فرقا ؛ فقال : لما نزّل القرآن
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو بلا نسبة في خزانة الأدب ، الشاهد / ٣٤٨ /.