* (عسى) فعل مطلقا ، لا حرف مطلقا خلافا لابن السرّاج وثعلب ، ولا حين يتّصل بالضمير المنصوب كقوله [من الرجز] :
______________________________________________________
(عسى)
(فعل مطلقا) لكنه فعل غير منصرف لتضمنه معنى الحرف أي : إنشاء الطمع والرجاء كلعل والإنشاآت في الأغلب من معاني الحروف ، والحروف لا يتصرف فيها ، وأما الفعلية نحو بعت والاسمية نحو أنت حر فمعنى الإنشاء عارض فيهما ، وحكى ابن ظفر في شرح «المقامات» عسيت أعسى قال الليلي وعلى هذا فيقال : عاس ، وقال العماني في شرح «الفصيح» وزعم بعضهم أنه يقال : عسى يعسو وعسى يعسى فيكون على هذا متصرفا ، ومما اعتقب الباء والواو على لامه وفي «حلى العلى» لعبد الدائم القيرواني لا يقال : من عسيت يفعل ولا فاعل إلا أن أبا زيد حكى عس ، قال وقد قال المعري :
فإن مثلي بهجران القريض عس (١)
قال الليلي إنما عس هنا بمعنى خليق.
قال المصنف : وقد وقع هذا الوهم بعينيه لابن مالك في «التسهيل» وذلك لأنه قال في باب التعجب : شذ قولهم ما أعساه بكذا وأعس به بمعنى ما أحقه وأحقق به ، وهذا أشد في الغلط ؛ لأنه معترف بالمعنى مع توهمه أن الفعل جامد وأنه عسى التي للمقاربة (لا حرف مطلقا خلافا لابن السراج وثعلب) وحكاه الرضي عن الزجاج ، قال وزعم أنه حرف لما رأى من عدم تصرفه ، وكونه بمعنى لعل قال : وإيصال الضمير المرفوع به يدفع ذلك إلا أن يعتذر عن ذلك بما اعتذر به أبو علي في ليس ، قلت : يشير بذلك إلى أن أبا علي ذهب في أحد قوليه إلى أن ليس حرف محتجا بأنها لو كانت فعلا محققا من فعل كصيد في صيد لعادت حركة الياء عند اتصال الضمير كصيدت ، وأجيب بأن ذلك لمفارقته إخوانه في عدم التصرف ، قال الفارسي : وأما إلحاق الضمير به في لست ولستما فلشبهه بالفعل ؛ لكونه على ثلاثة أحرف ، وبمعنى ما كان وكونه رافعا وناصبا كما ألحق الضمير بهات فقيل : هاتيا هاتوا هاتي مع كونه اسم فعل ، لقوّة مشابهته للأفعال لفظا فينقل ذلك إلى عسى حذوا القذة بالقذة (ولا) حرف (حين يتصل بالضمير المنصوب كقوله :
__________________
(١) البيت من البحر البسيط ، ولم أجده.