٣٠ ـ [تقول بنتي : قد أنى أناكا] ، |
|
يا أبتا ، علّك أو عساكا |
خلافا لسيبويه ، حكاه عنه السيرافي ، ومعناه التّرجّي في المحبوب والإشفاق في المكروه ، وقد اجتمعا في قوله تعالى : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ) [البقرة : ٢١٦].
وتستعمل على أوجه :
أحدها : أن يقال : «عسى زيد أن يقوم» واختلف في إعرابه على أقوال :
أحدها ـ وهو قول الجمهور ـ أنه مثل : «كان زيد يقوم» ، واستشكل بأن الخبر ...
______________________________________________________
يا أبتا علك أو عساكا (١)
خلافا لسيبويه) ؛ فإنه في هذه الحال عامل عمل لعل (حكاه عنه السيرافي) قال ابن قاسم : وضعف بأن فيه اشتراك فعل وحرف في لفظ واحد قلت : وليس بذاك (ومعناه الترجي في المحبوب والإشفاق) أي : الخوف (في المكروه ، وقد اجتمعا في قوله تعالى : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ) [البقرة : ٢١٦]) فالأولى للترجي والثانية للإشفاق بحسب ما في نفس الأمر أي : إن ما كرهتموه ينبغي أن تترجوه فهو خير ، وما أحببتموه ينبغي أن تشفقوا منه فهو شر ، وذلك أنهم كرهوا الغزو وفيه إحدى الحسنيين ، إما الظفر والغنيمة وإما الشهادة والجنة ، وأحبوا القعود عن الغزو وفيه الذل والفقر وحرمان الغنيمة والأجر ، والمفهوم من كلام الجزولي وابن الحاجب أن معناه رجاء دنو الخير فإذا قلت : عسى مريضي أن يشفى دل على أنك ترجو قرب شفائه ، ونازع الرضي في ذلك قائلا ليس عسى متعينا بالوضع للطمع في حصول مضمونه مطلقا سواء ترجى عن قرب أو بعد مدة مديدة تقول : عسى الله أن يدخلني الجنة وعسى النبي أن يشفع لي ، فإذا قلت : عسى زيد أن يخرج فهو بمعنى لعله يخرج ولا دنو في لعل اتفاقا (ويستعمل على أوجه :
أحدها أن يقال عسى زيد أن يقوم ، واختلف في إعرابه على أقوال :
أحدها وهو قول الجمهور أنه مثل كان زيد يقوم) فيكون عسى فعلا ناقصا ناسخا للابتداء ، وزيد مرفوع بها على أنه اسمها وأن يقوم في محل نصب بها على أنه الخبر (واستشكل بأن الخبر
__________________
(١) الشطر من بحر الرجز ، وهو لرؤبة في ملحقات ديوانه ص ١٨١ ، وخزانة الأدب ٥ / ٣٦٢ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١ / ٣٣٦ ، والجنى الداني ص ٤٤٦. ا ه.