أحدهما : زيادة «إن» بعد «ما» المصدرية الظرفيّة ، وبعد «ما» التي بمعنى «الذي» ، لأنهما بلفظ «ما» النافية ، كقوله [من الطويل] :
٩١٤ ـ ورجّ الفتى للخير ما إن رأيته |
|
على السّنّ خيرا لا يزال يزيد (١) |
وقوله [من الوافر] :
٩١٥ ـ يرجّي المرء ما إن لا يراه ، |
|
وتعرض دون أدناه الخطوب (٢) |
فهذان محمولان على نحو قوله [من الكامل] :
٩١٦ ـ ما إن رأيت ولا سمعت بمثله |
|
كاليوم هانيء أينق جرب (٣) |
الثانية : دخول لام الابتداء على «ما» النافية ، حملا لها في اللفظ على «ما» الموصولة الواقعة مبتدأ ، كقوله [من الوافر] :
٩١٧ ـ لما أغفلت شكرك فاصطنعني |
|
فكيف ومن عطائك جلّ مالي؟ (٤) |
فهذا محمول في اللفظ على نحو قولك : «لما تصنعه حسن».
الثالثة : توكيد المضارع بالنّون بعد «لا» النافية حملا لها في اللفظ على «لا» الناهية ، نحو : (ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ) [النمل : ١٨] ، ونحو : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) [الأنفال : ٢٥] ، فهذا محمول في اللفظ على نحو : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً) [ابراهيم : ٤٢] ، ومن أوّلها على النهي لم يحتج إلى هذا.
الرابعة : حذف الفاعل في نحو قوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) [مريم : ٣٨] لما كان «أحسن بزيد» مشبها في اللفظ لقولك : «امرر بزيد».
الخامسة : دخول لام الابتداء بعد «إنّ» التي بمعنى «نعم» ، لشبهها في اللفظ بـ «إنّ»
__________________
(١) البيت من الطويل ، هو للمعلوط القريعي في شرح التصريح ١ / ١٨٩ ، وشرح شواهد المغني ص ٨٥ ، ولسان العرب ١٣ / ٣٥ مادة / أنن / ، وبلا نسبة في الأزهية ص ٥٢ ، والأشباه والنظائر ٢ / ١٨٧ ، وأوضح المسالك ١ / ٢٤٦ ، وخزانة الأدب ٨ / ٤٤٣.
(٢) البيت من الوافر ، وهو لجابر بن رألان الطائي أو لإياس بن الأرت في الخزانة ٨ / ٤٤٠ ، وشرح شواهد المغني ص ٨٥ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ١٨٨.
(٣) البيت من الكامل ، وهو لدريد بن الصمة في ديوانه ص ٣٤ ، والأغاني ١٠ / ٢٢ ، وإصلاح المنطق ص ١٢٧ ، وشرح شواهد المغني ص ٩٥٥ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ١٨٨.
(٤) البيت من الوافر ، وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص ١٥١ ، وتذكرة النحاة ص ٦٢٥ ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ٢٤٣ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٢٧٧ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٥٦.