وأن الجرّ بـ «ربّ» مضمرة كما مرّ.
وترد على ثلاثة أوجه :
أحدها : أن تكون عاطفة وتفيد ثلاثة أمور :
أحدها : الترتيب : وهو نوعان : معنوي كما في «قام زيد فعمرو» ، وذكريّ وهو عطف مفصّل على مجمل ، نحو : (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ) [البقرة : ٣٦] ، ونحو : (فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً) [النساء : ١٥٣] ونحو : ...
______________________________________________________
سيأتي) وظاهر كلامه أو صريحه أن الفاء حينئذ عاطفة للمصدر المسبوك من أن وصلتها على مصدر متصيد من الفعل المتقدم ، فتقدير زرني فأكرمك ليكن زيارة منك فإكرام مني ، واستشكله الرضي بأن فاء العطف لا تكون للسببية إذا عطفت جملة على جملة ، واختار هو أن تجعل الفاء للسببية لا للعطف قال : وإنما صرفوا بعد فاء السببية من الرفع إلى النصب ؛ لأنهم قصدوا التنصيص على كونها للسببية ، والمضارع المرتفع بلا قرينة تخلصه للحال أو الاستقبال ظاهر في الحال ، فلو أبقوه مرفوعا لسبق إلى الذهن أن الفاء لعطف جملة حالية الفعل على الجملة التي قبل الفاء ، فصرفه إلى النصب منبه في الظاهر على أنه ليس معطوفا إذ المضارع المنصوب بأن مفرد ، وقيل ما بعد الفاء المذكورة جملة فيكون ما بعد الفاء مبتدأ محذوف الخبر وجوبا (وأن الجر برب مضمرة كما مر) الكلام عليها في حرف الراء (وترد) الفاء (على ثلاثة أوجه :
أحدها أن تكون عاطفة وتفيد ثلاثة أمور :
أحدها الترتيب وهو نوعان معنوي كما في قام زيد فعمرو) فإن قيام عمرو في نفس الأمر وقع بعد قيام زيد.
(وذكري) وهو أن يكون وقوع المعطوف بعد المعطوف عليه إنما هو بحسب اللفظ.
والذكر ، لا أن المعنيين ترتبا في الوقوع بحسب نفس الأمر (وهو عطف مفصل على مجمل) وإنما كان كذلك ؛ لأن موضع ذكر التفصيل بعد ذكر الإجمال ، وقد تكون الفاء للترتيب الذكري في غير ذلك فتفيد في عطف الجمل كون المذكور بعدها كلاما مرتبا على ما قبلها لا أن مضمون ما بعدها عقيب مضمون ما قبلها في الزمان كقوله تعالى : (ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) [الزمر : ٧٢] وقوله تعالى : (وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) [الزمر : ٧٤] فإن ذكر ذم الشيء أو مدحه يصح بعد جري ذكره (نحو (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ) [البقرة : ٣٦]) وهذا إنما هو على أحد القولين في معاد ضمير عنها ، وهو القول بأنه الجنة وأما على القول بأنه الشجرة فتكون الفاء من القسم الأول ، وهو ما يفيد الترتيب المعنوي (نحو (فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً) [النساء : ١٥٣] ونحو :