وقد أومأ إلى ذلك في سورةالبقرة فقال في : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ) [البقرة : ١٣٧] : ومعنى السين أن ذلك كائن لا محالة وإن تأخّر إلى حين ؛ وصرّح به في سورةبراءة فقال في : (أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ) [التوبة : ٧١] : السين مفيدة وجود الرحمة لا محالة ، فهي تؤكّد الوعد كما تؤكّد الوعيد إذا قلت «سأنتقم منك».
* (سوف) مرادفة للسين ، أو أوسع منها على الخلاف ، وكأن القائل بذلك نظر إلى أنّ كثرة الحروف تدل على كثرة المعنى ، وليس بمطّرد ، ويقال فيها : «سف» بحذف الوسط ، و «سو» بحذف الأخير ، ...
______________________________________________________
المقابل للوعيد فتأمل (وقد أومأ) أي : أشار وهو مهموز الآخر قال الجوهري : ولا تقل : أوميت (إلى ذلك في سورةالبقرة فقال في (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ) [البقرة : ١٣٧] معنى السين أن ذلك كائن لا محالة وإن تأخر إلى حين ، وصرح به في سورةبراءة فقال في) قوله تعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ (أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ) [التوبة : ٧١] السين مفيدة وجود الرحمة لا محالة فهي تؤكد البعض ، كما تؤكد الوعيد إذا قلت : سأنتقم منك) يوما تعني أنك لا تفوتني وإن تباطأ ذلك ، ونحوه : (سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) [مريم : ٩٦](وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ) [الضحى : ٥](سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ) [النساء : ١٥٢] انتهى ، والذي رأيته الآن في نسخة معتمدة من «الكشاف» كما تؤكد الوعيد في قولك سأنتقم منك اه.
(سوف)
(مرادفة للسين أو أوسع منها على الخلاف) المتقدم بين البصريين والكوفيين (وكأن القائل بذلك) أي : بأن الزمان المستقبل معها أوسع منه مع السين (نظر إلى أن كثرة الحروف تدل على كثرة المعنى) قال الزمخشري : ومما طن أذني من ملح العرب أنهم يسمون مركبا من مراكبهم الشقدف ، وهو مركب خفيف ليس في ثقل محامل العراق ، فقلت في طريق الطائف لرجل منهم : ما اسم هذا المحمل أردت المحمل العراقي؟ فقال : أليس اسم ذلك الشقدف قلت بلى قال : فهذا اسمه الشقنداف يزاد في بناء الاسم لزيادة المسمى (وليس) لهذا الذي نظر إليه هذا القائل (بمطرد) ألا ترى أن حذرا يدل على المبالغة دون حاذر مع أن الثاني أكثر حروفا من الأول وقد يقال : لا يعنون اطراده إلا فيما إذا كان اللفظان المتلاقيان في الاشتقاق متحدي النوع في المعنى ، كغرث وغرثان وصد وصديان ورحيم ورحمان ، لا كحذر وحاذر للاختلاف (ويقال فيها : سف محذوف الوسط) كما قالوا في منذ مذ بحذف وسطها حكى هذه اللغة في سوف الكوفيون (وسو بحذف الأخير) وأنشدوا شاهدا عليه قول الشاعر :