و «سي» بحذفه وقلب الوسط ياء مبالغة في التخفيف ، حكاها صاحب المحكم.
وتنفرد عن السين بدخول اللام عليها نحو : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) (٥) [الضحى : ٥] ، وبأنها قد تفصل بالفعل الملغى ، كقوله [من الوافر] :
وما أدري وسوف إخال أدري |
|
أقوم آل حصن أم نساء؟ |
______________________________________________________
فإن أهلك فسو تجدون بعدي |
|
وإن أسلم يطب لكم المعاش (١) |
قال بعضهم هو شاذ وحذف الفاء ضرورة ، ورد بأن الكسائي نقل عن أهل الحجاز سو أفعل بحذف الفاء في غير ضرورة فدل على أنها لغة (وسي بحذفه) أي : حذف الأخير (وقلب الوسط) وهو الواو (ياء مبالغة في التخفيف حكاها صاحب المحكم.
وتنفرد) سوف (عن السين بدخول اللام عليها ، نحو وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ) (رَبُّكَ فَتَرْضى) [الضحى : ٥] ولا تدخل اللام في السين قيل : لئلا يجتمع حرفان على حرف واحد مفتوحان زائدان على الكلمة ، ولشدة اتصال بعضها ببعض واتصالهما بالكلمة ربما أدى ذلك في بعض الكلمات إلى اجتماع أربع متحركات ، نحو : لسيتكلم فتثقل الكلمة ولذلك سكن آخر الفعل في نحو : ضربت ، فطرحوا دخول اللام على السين لذلك قال في «الجنى الداني» وقد سمع وقوع السين في موضع لم تسمع فيه سوف ، وهو خبر عسى في قوله :
عسى طيء من طيء بعد هذه |
|
ستطفىء غلات الكلى والجوائح (٢) |
وسيأتي هذا البيت في عسى (وبأنها) أي : وتنفرد سوف عن السين بأنها (قد تفصل) عن مدخولها (بالفعل الملغى كقوله :
وما أدري وسوف إخال أدري |
|
أقوم آل حصن أم نساء) (٣) |
الأصل وسوف أدري ثم فصل بين سوف وأدري بالفعل الملغى بل بالجملة الذي ألغى عمل فعلها ، وهي إخال ولا يجوز مثل ذلك في السين وهو دليل على أشدية اتصالها بالنسبة إلى سوف.
__________________
(١) البيت من البحر الوافر ، وهو بلا نسبة في الجنى الداني ص ٤٥٨ ، والدرر ٥ / ١٢٧ ، ورصف المباني ص ٣٩٧. ا ه. انظر : المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية ٤ / ١٠٦.
(٢) البيت من البحر الطويل ، وهو لقسام بن رواحة في خزانة الأدب ٩ / ٣٤١ ، والدرر ٢ / ١٤٨ ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٤٦٠ ، وهمع الهوامع ١ / ١٣٠. ا ه. انظر : المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية ٢ / ١٥٣.
(٣) تقدم تخريجه.