وكم ذدت عني من تحامل حادث |
|
وسورة أيام حززن الى العظم |
إذ لو قال : حززن اللحم ، لجاز أن يدور في خلد السامع قبل ذكر ما بعده أن الحز كان في بعض اللحم ولم يصل الى العظام ، فترك ذكر اللحم لينفي عن فكره ما ربما يختلج في خاطره باديء ذي بداءة.
٣ ـ إرادة ذكره ثانيا على وجه يتضمن إيقاع الفعل على صريح لفظه لكمال البناية به والاهتمام بوقوعه ، كقول البحتري :
قد طلبنا فلم نجد لك في السؤ |
|
دد والمجد والمكارم مثلا |
إذ تقديره طلبنا لك مثلا فلم نجده ، لكنه حذف المثل ليوقع نفي الوجود على لفظ المثل صراحة.
(الملاحظة) مثل هذا الغرض عكس ذو الرمة في قوله :
ولم أمدح لأرضيه بشعري |
|
لئيما أن يكون أصاب مالا |
فأعمل الفعل الأول وهو أمدح في لفظ اللئيم وأعمل أرض في ضميره ، لما كان غرضه إيقاع نفي المدح على اللئيم صريحا دون الإرضاء ، ولو عكس لأبهم الأمر فيما هو الأصل وأبانه فيما ليس بأصل.
٤ ـ قصد التعميم مع الاختصار (١) ، كما تقول : قد كان منك ما يؤلم ، أي ما الشأن في مثله أن يؤلم كل أحد ، وعليه قوله تعالى : (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ)(٢) ، أي جميع عباده.
٥ ـ رعاية السجع وروي الفاصلة كقوله تعالى : (وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)(٣) ، أي ما قلاك وأبغضك.
ويرى صاحب «الكشاف» أن حذف المفعول في مثل هذا الاختصار اللفظي لعلم به.
٦ ـ استهجان ذكره ، كقول عائشة رضياللهعنها : ما رأيت منه ولا رأى مني (تعني العورة).
__________________
(١) أي إن هذا التعميم ، وإن استفيد من ذكر المفعول بصيغة المفعول ، يفوت الاختصار.
(٢) سورة يونس الآية ٢٥.
(٣) سورة الضحى الآية ١.