الحافظ) (١). وبه جزم ابن حبيب أيضا.
ونقول :
أولا : قال في البداية : وفي سياق حديث ابن عباس ما يدل على أن ضماما رجع إلى قومه قبل الفتح ، لأن العزّى هدمها خالد بن الوليد أيام الفتح.
وقد يناقش في ذلك : بأن ذكر العزّى بالسوء ، حتى بعد هدمها على يد خالد كان كافيا لإحداث الخوف لدى أصحاب النفوس الضعيفة. من الإصابة بالجنون ، والجذام ، و.. و.. الخ .. فلا يدل ذكرها على أن هذه الحادثة قد حصلت بعد هدمها ، ونرد على هذه المسألة : بأن هذا الإحتمال بعيد ، لأن العزى لم تستطع أن تدفع الهدم عن نفسها ، ولا استطاعت أن توصل لمن تولى هدمها أي سوء. فهل يمكن أن نتوقع منها أن يبتلى من يشتمها بجنون ، أو بجذام ، أو بغير ذلك؟!
ثانيا : إن ضماما قد وفد على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» سنة تسع ، لأن ابن عباس يقول في روايته لما جرى : «فقدم علينا» (٢). فيدل لك على أنه كان حاضرا في هذه المناسبة.
ومن الواضح : أن ابن عباس إنما قدم المدينة بعد فتح مكة.
النهي عن السؤال :
زعم أنس : أن القرآن قد نهاهم عن أن يسألوا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» عن شيء ، فكانوا يعجبهم مجيء الرجل من البادية ، فيسأله ، ويسمعون ..
__________________
(١) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج ٥ ص ١٩٣ و ١٩٧.
(٢) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج ٥ ص ١٩٧ عن أحمد والحاكم.