فهم إذ يقرون بأن الربة تجهل ما يدبرونه في أمرها. فما معنى عبادتهم لصنم يجهل ما يدبره عبّاده في شأنه؟!
ثم عبّروا عن خوفهم من الربة أن تقتل أهلهم ، فلماذا تقدر على قتل أهلهم ، ولا تقدر على معرفة ما يريدونه في شأنها؟!
ولماذا خافوا أن تقتل الربة أهلهم ، ولم يخافوا من أن تقتلهم هم أنفسهم؟! إلا إذا كانوا قد تعودوا على نسبة كل ما يفرحهم أو يسوءهم إلى فعل الربة بهم ، بزعم أنها غاضبة أو راضية عليهم ، لسبب كذا ، أو كذا .. ثم هم يشيعون ذلك ويتداولونه ، فتتأكد رهبتها ومكانتها في نفوسهم بسبب جهلهم ، وسذاجتهم ..
طلب تأجيل هدم الصنم (الربة)! :
ولعل المبرر لطلبهم تأجيل هدم الربة ثلاث سنين ، أو سنتين ، أو سنة ، أو شهرا .. هو أنهم يريدون أن يطمئنوا إلى أن ذلك الصنم سوف لا ينتقم منهم ، بسبب تركهم له ، وهذا الأمر لا ينتهي ، ولا مجال لحسمه ، إذ لعل أحدا منهم يأتيه أجله ، أو يتفق تعرضه لحادث ، فإنهم سوف يتوهمون أن الصنم هو الذي فعل ذلك بهم ، حنقا منه وغضبا عليهم ، وسيفكرون بالعودة إليه ، والتماس رضاه ..
وأية قيمة لإيمان من هذا القبيل ، حيث يكون ـ باستمرار ـ متمازجا مع اعتقادهم بتأثير الصنم في سعادتهم ، وشقائهم ، وحاجتهم إلى إرضائه ، والتزلف له باستمرار ..
والذي دلنا على أن هذا هو سبب طلبهم تأجيل هدمه هو قولهم : «لو