أخي أكيدر مناسبة لإطلاق توجيه جديد ، يفيد في تربية وإعداد النبي «صلىاللهعليهوآله» لأصحابه ، ودفعهم نحو مراتب أعلى ، ومقامات أسمى يكونون فيها أكثر وعيا ، وأصفى روحا ، وأكثر رهافة في الإحساس ، ونبلا في الشعور ..
فاستفاد من توافر درجة من الشعور بميزات هذا القباء ، ليجعلها وسيلة لنقلهم إلى آفاق أخرى أرحب ، هم بأمس الحاجة للانتقال إليها من أجل بناء أرواحهم ، ورسم وإنشاء ارتباطاتهم العاطفية والقلبيّة بقضايا الإيمان ، ورفع مستوى استعدادهم لبذل الجهد ، والتضحية والفداء من أجلها. والتسابق ، لحفظها ، وتقويتها ، وترسيخ دعائمها ، في كل ساح وناح ..
فقايس لهم ما أدركوه في قباء حسان بمنديل أحد إخوانهم ممن عاشوا معه دهرا ، ومارسوا معه شؤون الحياة ، وذاقوا معا حلوها ومرها .. حتى فاز هو بمقام الشهادة دونهم ، ألا وهو سعد بن معاذ .. فنقلهم «صلىاللهعليهوآله» إلى الجنة ليروا مناديل سعد مباشرة ، وبيّن لهم : أنهم حين يقارنونها بهذا القباء ، فسيجدون مناديل سعد أفضل منها ..
أكيدر يسجد لرسول الله صلىاللهعليهوآله :
وقد تقدم : أنه لما رأى أكيدر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» سجد له ، فأومأ رسول الله «صلىاللهعليهوآله» إليه بيده : لا ، لا مرتين ..
وواضح : أن هذا الرجل يعامل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بما كان يفرضه هو على غيره ، ويفرضه سائر الملوك على الناس. أما رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فقد رفض تصرفه هذا لفهمه أنه حتى لو لم يكن على دينه ، ولم