بل يكفي أن يقال : فلان خلع الأنداد وأجاب إلى الإسلام .. بل إن هذه الإضافة تغير المعنى ، وتوقع في الإشتباه ، إذ يصبح المعنى : أن أكيدر وكذلك خالد كلاهما قد خلع الأنداد مع أن هذا ليس هو المراد ..
ويؤيد إقحامها في الكتاب : أنها لم تذكر في نص معجم البلدان لياقوت ، وفتوح البلدان للبلاذري ، فراجع ..
هل صالحهم على الجزية؟! :
إن النصوص المتقدمة تقول : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» صالح أكيدر وقومه على الجزية ..
ولكن ذلك لا يصح ..
أولا : ورد في نص كتاب الصلح ، ما يدل على إسلام أكيدر وقومه ، فقد قال عن أكيدر : هذا كتاب محمد رسول الله لأكيدر حين أجاب إلى الإسلام ، وخلع الأنداد ، والأصنام.
وقال عن قومه : يقيمون الصلاة لوقتها ، ويؤتون الزكاة بحقها ..
وذلك يدل على إسلام أكيدر ، وإسلام قومه ، فإذا كانوا قد أسلموا ، فكيف تؤخذ الجزية منهم؟! والجزية إنما توضع على غير المسلم ..
ثانيا : قوله : لا تعدل سارحتكم ، ولا تعد فاردتكم. معناه أن ماشيتهم لا تمنع عن مرعاها ، ولا تحشر في الصدقة إلى المصدق لكي تعدّ مع غيرها ليكتمل بها النصاب ، إذا كانت فاردة ، أي مما لا تجب فيه صدقة لفقد شروطها ..
وقد أضاف في طبقات ابن سعد قوله : ولا يؤخذ منكم إلا عشر الثبات ..