وجرى كذا وكذا منه ذلك الوقت إلى سنة عشر أتيته الخ .. (١).
ونقول :
إنه كلام لا يصح أيضا ، أما بالنسبة لحمل الكلام على المجاز. فلأن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد حارب المشركين واليهود ، وغزا الروم في تبوك ، ومؤتة ، وأرسل السرايا في مختلف الجهات قبل سنة عشر ، فلا يعقل أن لا تصل أخبار بعثته إلى بجيلة إلا بعد اثنتين أو ثلاث وعشرين سنة. أو قبل وفاته «صلىاللهعليهوآله» بأربعين يوما.
وأما بالنسبة للمجاز في الحذف فهو مجاز مخل بإفهام المعنى هنا ، فلا يصار إليه ، ولا يصح الإعتماد عليه في بيان المقاصد.
الإيمان بالقدر وطاعة الأمراء :
وذكرت الروايات التي رواها جرير لنفسه :
أولا : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» دعاه ليؤمن بالقدر خيره وشره .. ومن المعلوم : أن مراد التيار الأموي بهذا النوع من التعابير هو ما ينتهي إلى الإعتقاد بالجبر الإلهي ، حسبما أشرنا إليه في موضع آخر من هذا الكتاب ..
وأما إذا كان المراد بهذه العبارة هو ما يصيب الإنسان بسبب أمور خارجة عن اختياره ، كالذي يصيبه بسبب الكوارث الطبيعية ، مثل الزلازل ونحوها فلا إشكال فيه ..
ثانيا : ورد : أن مما أخذه «صلىاللهعليهوآله» على جرير أن يطيع الوالي
__________________
(١) الإصابة ج ١ ص ٢٣٢ ، وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٣١٢.