تاريخ هذه السرية :
ومن الواضح : أن الوفود إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» إنما كانت سنة تسع ، وقد عقد صلح الحديبية ، وكف المسلمون عن مهاجمة عير قريش قبل ذلك بسنوات ، ثم كان فتح مكة في سنة ثمان ..
وذلك كله يشير إلى : أن هذا الوفد من بني عبس إنما جاء إلى المدينة قبل صلح الحديبية ، فأرسله النبي «صلىاللهعليهوآله» لعير لقريش قادمة من الشام ..
بعثة الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق :
قال المؤرخون ، واللفظ للواقدي :
بعث رسول الله «صلىاللهعليهوآله» الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق من خزاعة يصدقهم ، وكانوا قد أسلموا ، وبنوا المساجد بساحاتهم ، فلما خرج إليهم وسمعوا به قد دنا منهم ، خرج منهم عشرون رجلا يتلقونه بالجزور ، والنعم ، فرحا به.
وقيل : خرجوا بها يؤدونها عن زكاتهم.
ولم يروا أحدا يصدق بعيرا قط. ولا شاة ، فلما رآهم ولى راجعا إلى المدينة ولم يقربهم. فأخبر النبي «صلىاللهعليهوآله» أنه لما دنى منهم لقوه بالسلاح يحولون بينه وبين الصدقة.
(وقيل : إنه قال : إنهم ارتدوا ..) (١).
__________________
(١) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج ٤ ص ٣٨ وفي هامش الغارات للثقفي ج ١ ـ