ظهرت عليه ، وجعل ينظر نظر الصحيح ، ليس بنظره الأول ..
وقد ذكرنا أكثر من مرة : أن الناس كانوا يتوقعون من النبي «صلىاللهعليهوآله» أن يكون عارفا بكل ما يحتاجون إلى علمه ، وأنه قادر على إيصالهم إلى كل ما يريدون ، من خلال صلته بالله تعالى ..
وقلنا أيضا : إنه «صلىاللهعليهوآله» لم يكن يظهر أي اعتراض على طلباتهم هذه ، بل كان يبادر إلى تلبيتها ، وبذلك يكون قد كرس لديهم هذا الفهم لمقام النبوة. وقد جاءت النتائج لترسخ لديهم اليقين بصحة فهمهم هذا ، وضرورة الإستقامة ، والإستمرار على الالتزام بمقتضياته.
النبي صلىاللهعليهوآله يؤخر الركعتين بعد الظهر :
وأما تأخير النبي «صلىاللهعليهوآله» الركعتين بعد الظهر بسبب انشغاله بوفد عبد القيس ، فليس فيه ما يوجب الإشكال ، فإنه ـ لو فرض صحة الرواية بذلك ـ فإنما أخر صلاة مستحبة ، ولعلها نافلة العصر ، التي قد يكون من عادة النبي «صلىاللهعليهوآله» الإتيان بها فور الإنتهاء من صلاة الظهر ، فأخرها عن الوقت الذي جرت عادته على الإتيان بها فيه ، من دون أن يتجاوز في ذلك وقت فضيلة العصر .. فأخرها لأمر رأى أن ثوابه أعظم ، كما أنه لم يؤخرها عن وقتها ، بل أخرها عما اعتاده من الإتيان بها في وقت بعينه ..
لماذا اقتصر على بعض الأوامر؟! :
وقد ذكرت الرواية المتقدمة : أنه «صلىاللهعليهوآله» أمرهم بأربع ، ونهاهم عن أربع ، فلماذا اقتصر على هذه الأربع.