كما أن أحدا لم يذكر لنا أي دور لأبي بكر في الإدارة وفي القتال ، أو في التفاوض والمصالحة التي جرت ، وغيرها ..
بل إن أحدا لم يخص المهاجرين بشيء من الذكر في هذه السرية على الخصوص ..
مع أن هذه الرواية العجيبة الغريبة تقول : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد أرسل أبا بكر ، وبعث معه خالدا ، وكأن خالدا كان تابعا لأبي بكر ..
فكيف لا نسمع للمتبوع أي ذكر بعد ذلك؟! بل تمحورت القضايا كلها حول التابع ، وأصبح هو المدبر والمقرر!!
خالد سيف الله!! :
وقد ورد في الكتاب الذي قالوا : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» كتبه لأكيدر ، وأهل دومة الجندل ـ ورد فيه ـ وصف خالد : بأنه سيف الله.
ونقول :
أولا : تقدم في هذا الكتاب : أن هذا التوصيف مكذوب على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وأن أبا بكر هو الذي خلعه على خالد بعد وفاة النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فراجع فصل : «حصار وانهيار» وفصل : «خالد يضيع النصر».
ثانيا : إن الظاهر هو : أن عبارة «مع خالد سيف الله» مقحمة في الكتاب ، بل هي قد تكون مفسدة للسبك والمعنى ، ومن موجبات ركاكته ، إذ لا مبرر للقول : بأن فلانا قد خلع الأنداد والأصنام مع فلان ، أو أن فلانا أجاب إلى الإسلام مع فلان.