٨ ـ عبد الله بن عمرو الضبابي.
وسيأتي إن شاء الله ما يتعلق بذلك حين نتحدث عن موضوع الوفود ..
تحديد مدة الدعوة قبل القتال ، لماذا؟!
وقد حدد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لخالد مدة الدعوة قبل القتال بثلاثة أيام ، لكي لا يتسرع ، ويوقع بهم ، طمعا في أموالهم ، ونساءهم وذراريهم ، ليعطيهم فسحة للإعراب عن دخائل نفوسهم بعد التروي ، والتأمل والنقاش ، والإستيضاح ، وسماع التفسير .. ثم ليظهر إسلامهم أمام الملأ ، فلا يبقى مجال للمناقشة أو الجدال فيه.
وتحديد مدة الدعوة هذا ، معناه : أن بني الحارث بن كعب لم يكونوا قد أعلنوا الحرب على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ولا جمعوا الجموع من أجل ذلك.
فكان لابد من الرفق بهم ، وإعطائهم الوقت لكي يستوفوا حقهم في الإطلاع على الدعوة ، والتأمل والتدبير فيها .. وهكذا كان ..
وبعد هذا ، فمن الطبيعي أيضا أن يكون في هذا التحديد دلالة على أن خالدا لا يؤمن على هذا الأمر ، لأنه كانت تراوده أطماع وطموحات لا يستسيغها العقل ولا الشرع ، وقد أراد النبي «صلىاللهعليهوآله» أن يلجمها ، ويحاصرها ، ويمنعها من الحركة.
ومن هنا نفهم السبب في إننا لم نجد النبي «صلىاللهعليهوآله» قد حدد وقتا لعلي «عليهالسلام» ، أو لغيره ممن كان يثق بحكمتهم ، ويعرف حقيقة اهتماماتهم ، ويطمئن إلى أن أعظم همهم هو هداية الناس ، وليس