وبرسوله مباشرة ، فأدخله في فريقهما وحزبهما ، وأعطاه شرف الإنتماء لهما ، ولم يشر إلى سلطة ولا إلى هيمنة أي كان من الناس على هذا المؤمن ، كما أنه لم يتحدث عن تبعية أو طاعة لرفاعة ولا لغيره ..
فله أمان شهرين :
وأما إعطاء الأمان شهرين لمن أبى ، فلأجل أن الشرك يصادم التوحيد ويتناقض معه ، فلا مجال للتعايش فيما بينهما بأي وجه من الوجوه ، لأن المشرك يجد نفسه في موقع المحارب للتوحيد ، والساعي لإبطاله .. ولأجل ذلك جاء الأمر الإلهي الذي يقول : (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ).
وأما أهل الكتاب فلهم ارتباط بالله تبارك وتعالى ، وإن كانوا يخطئون في بعض التفاصيل ، كما أن نظرتهم للمسلمين لا تخرج عن هذا السياق .. فلا يرون أنفسهم في موقع المناقض لتوحيد المسلمين ، والمحارب له ، فيمكن التعايش معهم إن لم يعلنوا الحرب ، وهناك قواسم مشتركة أخرى معهم ، يمكن من خلالها العمل على تصحيح الخطأ ، وتسهل الوصول إلى حلول مرضية ، في كثير من الأحيان ..
وهم في جميع الأحوال أقل خطرا من المشركين ، الذين يريدون هدم الإسلام ، وإبطال عقيدة التوحيد من أساسها ، واقتلاعها من جذورها ..
تاريخ هذه السرية :
إن ذكر زيد بن حارثة في هذا المورد يدل على : أن وفود رفاعة وكتابة النبي «صلىاللهعليهوآله» الكتاب له قد كان قبل فتح مكة ، وقبل غزوة مؤتة ، التي استشهد فيها زيد بن حارثة ..