العام من أي تعد وإفساد ، لأن الفساد آفة الدول ، ومن موجبات وهنها وسقوطها ..
وأما استياء العمال من الشاكين ، فهو لا يضر ما دام أنه بلا مبرر ، وغاية ما يحدثه من أثر هو إفساد علاقتهم ببعض الأفراد ، ويقابل ذلك منافع عظمى تبدأ بحفظ أولئك العمال أنفسهم من الإساءة والخطأ ، وتنتهي بحفظ الدولة والرعية من الظلم والفساد ..
الراية السوداء :
إن الراية التي رآها الحارث بن حسان كانت سوداء ، وقد ذكرنا : أن الراية السوداء كانت ترفع حين تكون الحرب مع الكافرين والمشركين ..
الإهتمام بأخبار الفئات :
إنه «صلىاللهعليهوآله» لم يمهل الحارث حتى يفصح له عن حاجته ، بل هو قد بادره بالسؤال عن حالهم مع بني تميم ، إن كان قد حصل شيء بين الفريقين ، وهذا يفصح عن شدة اهتمام رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بمتابعة ما يجري بين الفئات المختلفة ، وهو يعرّف الناس : أنه معنيّ جدا بما جرى ..
حياد النبي صلىاللهعليهوآله :
ويلاحظ : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لم يتدخل بين تلك التميمية وبين الحارث بن حسان .. بل اكتفى بالسماع .. ربما لأنه رأى أن ثمة تكافؤا في الحوار فيما بينهما .. وأن العجوز لم تظلم الحارث حين اعترضت عليه ،