وإن كان عبدا حبشيا ، فإن كانت هذه دعوة لطاعة الطواغيت والظالمين فهي تتناقض مع مبادئ الإسلام والقرآن.
وإن كان المقصود هو أن يلزمه بطاعة الإمام الذي يعينه الله ورسوله أيا كان ذلك الإمام ، حتى لو كان عبدا حبشيا ، فهو كلام صحيح ولا غبار عليه.
غير أن من الواضح : أن ورود هذا الكلام على لسان رجل أعلن رفضه لنهج أهل البيت «عليهمالسلام» وخطهم ، والتزم بنهج وخط أعدائهم يعطي : أن المطلوب هو تأييد النهج المناوئ لأهل البيت ، وتقوية حكومة الظالمين ، وإلزام الناس بطاعة جبابرة بني أمية ، من خلال ما نسبوه للنبي «صلىاللهعليهوآله» من أنه أمرهم بطاعة كل وال ، ثم اعتبار ذلك من القضاء الإلهي ، الذي لا خيار لأحد فيه ، ولا مناص منه.
هل ذكر رسول الله صلىاللهعليهوآله من أمري شيئا :
وقد تقدم : أن جريرا سأل جليسه إن كان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ذكره في خطبته .. وهذا عجيب من جهتين :
إحداهما : أن المفروض : أنه ورد على قوم لا يعرفهم ولا يعرفونه ، فما معنى طرحه هذا السؤال على جليسه من دون أن يعرّفه بنفسه.
الثانية : لماذا يتوقع جرير أن يذكره النبي «صلىاللهعليهوآله» في خطبته ، ويخبرهم بأمره؟ فحتى لو كان هذا الرجل يعظمه كسرى أو قيصر ، فإنه لا يتوقع أن يذكره النبي «صلىاللهعليهوآله» في خطبته.
إلا أن يقال : لعل القرائن ـ وهو أمر غير بعيد ـ قد دلت جريرا على أن