المفروض بالنبي «صلىاللهعليهوآله» أن يكون عالما بمثل هذه الأمور أيضا ، ويستجيب «صلىاللهعليهوآله» له على النحو المذكور ، ولم يقل له : إن ذلك ليس من اختصاصي .. فراجع.
٣ ـ وفادة الحارث بن حسان :
عن الحارث بن حسان البكري قال : خرجت أشكو العلاء الحضرمي إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فمررت بالربذة ، فإذا عجوز من بني تميم منقطع بها ، فقالت : يا عبد الله ، إن لي إلى رسول الله حاجة ، فهل أنت مبلغي إليه؟
قال : فحملتها ، فأتيت المدينة ، فإذا المسجد غاص بأهله ، وإذا راية سوداء تخفق ، وبلال متقلد السيف بين يدي رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقلت : ما شأن الناس؟
قالوا : يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها.
قال : فجلست ، فدخل منزله ، فاستأذنت عليه ، فأذن لي. فدخلت فسلمت ، فقال : «هل كان بينكم وبين تميم شيء»؟
قلت : نعم ، وكانت الدائرة عليهم ، ومررت بعجوز من بني تميم منقطع بها ، فسألتني أن أحملها إليك ، وها هي بالباب.
فأذن لها فدخلت.
فقلت : يا رسول الله ، إن رأيت أن تجعل بيننا وبين تميم حاجزا ، فاجعل الدهناء.
فحميت العجوز واستوفزت ، وقالت : يا رسول الله ، أين يضطر مضرك؟