قميصه بدم كذب ..
كما أن الذئاب كانت تفترس ما تقدر عليه طيلة سنوات كثيرة بعد بعثة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قبل وفادة الذئاب عليه ، فما معنى أن تأتي أخيرا هذه الذئاب إليه «صلىاللهعليهوآله» لتتقدم بهذا الطلب حتى تخرج بتلك النتيجة التي ذكرتها الروايات السابقة؟!
والجواب : أن كل ذلك صحيح ، ولكنه لا يمنع من أن يكون الله سبحانه أراد أن يظهر الكرامة لنبيه «صلىاللهعليهوآله» بتكليم السباع له ، وظهور معرفته بلغة الحيوانات ، وطاعتها له ، وتعريف الناس بأن لنبينا «صلىاللهعليهوآله» ميزة على كل أنبياء الله «عليهمالسلام» الذين سبقوه ، تمثلت في عرض تقدمه هذه الذئاب بالتخلي حتى عن طباعها المتأصلة فيها على مدى آلاف السنين ، والرضا بما يفرضه الناس لها من نصيب في مواشيهم والتعهد بعدم التعرض لسواه ، وذلك إكراما لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وتمييزا له عن جميع البشر ..
إختلاف الروايات :
أما هذا الإختلاف الذي يظهر في الروايات المتقدمة .. فيمكن معالجته ، بأن من الجائز أن يكون الحدث قد تكرر في المواضع والأزمنة ، والحالات المختلفة ، وقد حضر في كل مرة أناس غير الذين حضروا في المرات الأخرى ، وبذلك نفسر أيضا الإختلاف في عدد الذئاب التي حضرت ، وغير ذلك من أمور وتفاصيل.